وإنما سمي الرجز رجزاً لأنه تتوالى فيه حركة وسكون، ثم حركة وسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعدتها، وهو أن تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن. ويقال لها حينئذٍ رجزاء.
والرجز ديوان العرب في الجاهلية والإسلام، وكتاب لسانهم، وخزانة أنسابهم وأحسابهم. (1)
وهذا النوع من النظم " الشعر التعليمي " نظم علمي يخلو من العواطف، والأخيلة، ويقتصر على الأفكار، والمعلومات، والحقائق العلمية المجردة.
وهذه المنظومات العلمية تنقسم إلى قسمين:
1 ـ منظومات في علم معين استقلالاً، كملحة الإعراب للحريري، وألفية ابن مالك في النحو.. إلخ.
2 ـ منظومات لمتن معين مثل ألفية العراقي نظم مقدمة ابن الصلاح، ونظم العمريطي لمتن الورقات، ولمتن الآجرومية، ونظم زاد المستقنع، وجمع الجوامع.. إلخ.
والمتون موجودة من قديم الزمان، ولكنها لم تعرف بهذا الاسم، بل باسم المختصرات، مثل مختصر الخرقي عمر بن الحسين الخرقي المتوفي سنة (334هـ) رحمه الله تعالى.
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا في كتابه المقنع في شرح مختصر الخرقي: " وكان بعض شيوخنا يقول: ثلاثة مختصرات، في ثلاثة علوم، لا أعرف لها نظائر: الفصيح لثعلب، واللمع لابن جني، وكتاب المختصر
(1) مقالا منتخبة ص (409) .