3 ـ وقال أحمد بن عمر بن عصفور:
مع العلم فاسلك حيث ماسلك العلم ... وعنه فكاشف كل من عنده فهم
ففيه جلاء للقلوب من العمى ... وعون على الدين الذي أمره حتم
فإني رأيت الجهل يزري بأهله ... وذو العلم في الأقوام يرفعه العلم
يعد كبير القوم وهو صغيرهم ... وينفذ منه فيهم القول والحكم
وأي رجاء في امرئ شاب رأسه ... وأفنى سنيه وهو مستعجم فدم
يروح ويغدو الدهر صاحب بطنة ... تركب في أحضانها اللحم والشحم
إذا سئل المسكين عن أمر دينه ... بدت رحضاء العي في وجهه تسمر
وهل أبصرت عيناك أقبح منظر ... من اشيْبَ لاعلم لديه ولا حكم
هو السوءة السوءاء فاحذر شماتها ... فأولها خزي وآخرها ذم
فخالط رواة العلم واصحب خيارهم ... فصحبتهم زين وخلطتهم غنم