responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحطة في ذكر الصحاح الستة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 142
بَين يَدي الله تَعَالَى لَا يجتريء أبدا مثل ذَلِك الاجتراء وَلَا يرضى سرمدا من نَفسه المنصفة سيرة هَؤُلَاءِ وقانا الله تَعَالَى وَجَمِيع الْمُسلمين عَن ضيغ هَؤُلَاءِ الطّلبَة للدنيا فِي سرادق الدّين وحفظنا وَسَائِر الْمُتَّقِينَ عَن المداهنة والنفاق والوقاحة وصحبة الْجَاهِلين نظم
(قد أَرحْنَا وَاسْتَرَحْنَا ... من غَد ورواح)
(واتصال بأمير ... ووزير ذِي صَلَاح)
(لكفاف وعفاف ... وقنوع وَصَلَاح)
وَهَذَا الدَّاء العضال إِنَّمَا تولد من تعصب الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بَينهم وَكَثْرَة القيل والقال حَتَّى عَمت بِهِ الْبلوى والجدال فجزى الله تَعَالَى من أعَان الْإِسْلَام وَلَو بِشَطْر كلمة خيرا فَالْحق أَحَق بالإتباع ولمسلك الصَّوَاب اتساع شعر
(وَلَا بُد من شكوى إِلَى ذِي مروة ... يواسيك أَو يسليك أَو يتوجع)
وَلَيْسَ هَذَا بِأول قَارُورَة كسرت فِي الْإِسْلَام فقد قَالَ الْفُلَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي إيقاظ الهمم مَا نَصه وَمن جملَة أَسبَاب تسليط الفرنج على بِلَاد الْمغرب والتتر على بِلَاد الْمشرق كَثْرَة التَّعَب والتفرق والفتن بَينهم فِي الْمذَاهب وَغَيرهَا وكل ذَلِك من اتِّبَاع الظَّن وَمَا تهوى الْأَنْفس وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى انْتهى
وَكَانَ خُرُوج التتار على بني الْعَبَّاس سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَمثله وَقع فِي الْهِنْد سنة ثَلَاث وَسبعين بعد ألف وَمِائَتَيْنِ من قبل اخْتلَافهمْ وتكفيرهم فِيمَا بَينهم وهم إِلَى الْآن فِي سكرتهم يعمهون
قَالَ صَاحب الْإِنْصَاف وفتنة هَذَا الْجِدَال وَالْخلاف قريبَة من الْفِتْنَة الأولى حِين تشاجروا إِلَى الْملك وانتصر كل رجل لصَاحبه فَكَمَا أعقبت تِلْكَ ملكا عَضُوضًا ووقائع صماء عمياء فَكَذَلِك عقبت هَذِه جهلا واختلاطا وشكوكا وهماما لَهَا من إرجاء ونشأت من بعدهمْ قُرُون على التَّقْلِيد الصّرْف لَا يميزون الْحق من الْبَاطِل وَلَا الْجِدَال من الاستنباط

اسم الکتاب : الحطة في ذكر الصحاح الستة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست