اسم الکتاب : التصنيف في السنة النبوية المؤلف : الأحدب، خلدون بن محمد الجزء : 1 صفحة : 81
الجانب التاسع: الفهرسة
توطئة:
ممّا سبق به المسلمون الغرب: العناية بوضع الفهارس والتفنن فيها. وإنّ التنظيم المعجمي بدأ مبكراً جداً، حيث نجد الإمام البخاري - محمد بن إسماعيل (ت256هـ) - في كتابيه: " التاريخ الكبير "، و"الضعفاء الصغير"، والإمام النسائي - أحمد بن شعيب (ت 303هـ) - في كتابه "الضعفاء" والمتروكين، قد رَتَّبا كتبهم هذه على حروف المعجم.
بل إنَّ الإمام البخاري في " صحيحه ([1]) "، في كتاب المغازي، باب تسمية مَنْ سُمِّيَ مِنْ أهل بَدْرٍ، قد ذكر أسماء الصحابة على حروف المعجم.
وما عَمَلُ "أطراف الحديث" في نهاية القرن الهجري الأول من قِبَل بعض المحدِّثين [2] ليستذكر به الأحاديث، إلاّ أحد ألوان الفهارس؛ حيث غدا هذا العمل في القرن الرابع الهجري وما بعده من القرون المتأخرة عِلْماً قائماً بنفسه، وأُلِّفَت فيه تآليف كثيرة [3] ، كـ "أطراف الصحيحين " لأبي مسعود إبراهيم الدمشقي (ت 401هـ) ، و"أطراف الكتب الستة " لمحمد بن طاهر المقدسي (ت 507هـ) .
ومن شاء أن يقف على مبلغ علماء المسلمين السابقين في التفنن في وضع الفهارس، فلينظر إلى مثل صنيع الإمام ابن الأثير الجَزَري - مبارك بن محمد [1] (4/1476 ـ 1477" [2] انظر أسماءهم في مقدمة: " فهارس سنن النسائي " للشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله تعالى ص 24-25. [3] انظرها في: " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " للكتاني ص 167- 170.
اسم الکتاب : التصنيف في السنة النبوية المؤلف : الأحدب، خلدون بن محمد الجزء : 1 صفحة : 81