responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتمام الدراية لقراء النقاية المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
علم البديع

علم يعرف بِهِ وُجُوه تَحْسِين الْكَلَام بعد رِعَايَة الْمُطَابقَة لمقْتَضى الْحَال ووضوح الدّلَالَة أَي الْخُلُو عَن التعقيد لِأَنَّهَا إِنَّمَا تعد محسنة بعدهمَا
أَنْوَاعه أَي البديع وَهِي الْوُجُوه الْمَذْكُورَة كَثِيرَة جدا تربو على الْمِائَتَيْنِ وَفِي بديعية الصفى مِنْهَا مائَة وَخَمْسُونَ نوعا وَمر مِنْهَا كثير فِي فني الْمعَانِي وَالْبَيَان كأقسام الإطناب وَنَذْكُر هُنَا غالبها
الْمُطَابقَة الْجمع بَين ضدين فِي الْجُمْلَة أَي مُتَقَابلين سَوَاء تضادا فِي الْحَقِيقَة نَحْو {يحيي وَيُمِيت} {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود} أم لَا نَحْو {لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت} {وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ} يعلمُونَ ظَاهرا من الْحَيَاة الدُّنْيَا فَإِن ذكر مَعْنيانِ فَأكْثر ثمَّ ذكر مقابلهما مُرَتبا فمقابلة كَقَوْلِه تَعَالَى {فليضحكوا قَلِيلا وليبكوا كثيرا} وَقَول الصفي كَانَ الرضى لدنوي من خواطرهم فَصَارَ سخطي لبعدي عَن جوارهم وأذكر متناسبان فَأكْثر فمراعاة النظير كَقَوْلِه تَعَالَى {الشَّمْس وَالْقَمَر بحسبان} وَقَول البحتري فِي صفة الْإِبِل
(كالقسى معطفات بل الاسهم ... مبرية بل الأوتار)
أَو ختم الْكَلَام بمناسب الْمَعْنى الْمُبْتَدَأ بِهِ فمتشابه الاطراف كَقَوْلِه تَعَالَى {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير} فَإِن اللَّطِيف يُنَاسب كَونه غير مدرك والخبير يُنَاسب كَونه مدْركا أَو ذكر قبل الْعَجز من الْفَقْرَة أَو الْبَيْت مَا يدل عَلَيْهِ فإرصاد وتسهيم كَقَوْلِه تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله ليظلمهم وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ}

اسم الکتاب : إتمام الدراية لقراء النقاية المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست