اسم الکتاب : أبجد العلوم المؤلف : صديق حسن خان الجزء : 1 صفحة : 733
ولما بلغت من العمر اثنتين وعشرين سنة فوضت عنان الرياسة إلى يد اقتدار أمها واكتفت لنفسها بولاية العهد وهذا غاية الهمة والجود فإنه لا يسمح بذلك إلا القليل النادر وحين توفت والدتها الشريفة في شهر رجب من شهور سنة 1285هـ، جلست على مسند الرياسة وشرفت محل السياسة من جهة الأبوين ثم تزوجت بي في سنة 1288هـ، بعد ما أجازته بذلك السلطنة البرطانية في عهد حكومة لارد ميو حاكم الهند - نزيل دار الإمارة: كلكته وتاريخ هذا العقد: بتعمية العدد الواحد وأخرى تحبونها ويا له من تاريخ ينبئ عن حسنات الدارين.
أما الأولى: وهي حسنة الدنيا فعموم النفع الذي سألت سيوله بهذا السبب.
وأما الثانية: فهي حب عقبي الدار وفي نحو هذا المحل يقال: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
ثم إنها سافرت في شهر رمضان إلى بندر ممبيء في سنة 1289هـ، وهناك حصل له الخطاب العالي من الدرجة الأولى والنشان السلطاني المعنون بقلم الوزير الأعظم الذي يقال له: ممبراف دي امبرئيل آردر أف دي كرند كمندر اشتاراف إنديا ورجعت قريرة العين بإعزاز خاص واختصاص عام إلى دار مملكتها.
وسافرت بعد ذلك في أواخر ذي قعدة سنة 1292هـ الهجرية إلى دار الإمارة: كلكته ولاقت بها برنس: اف ويلز أكبر أولاد ملكة إنكنلد وولي عهدها.
وقد عظمها تعظيما بليغا وأعطاها تمغة نبيلة وتحائف جليلة من التي تعمل بإقليم إفرنج
وكذلك لاقت قبل ذلك أخاه: برنس ايدنبرا ورأت من تلقائه تشريفا كبيرا وأرسل لها من لندرة أشياء نفيسة وكنت رفيقها في هذه الأسفار كما جرت بذلك العادة.
ثم سافرت أخرى إلى دهلي في سنة 1294هـ، وحصل لها النشان القيصري العظيم الشأن المكتوب عليه العز من الله وأعطاها كورنر جنرل سيفا فرنجيا مع نطاق مطلي وصندوق محلى وهو موجود عندنا نربطه في المحافل ورجعت قرينة السرورة العظيم راقية على مقام كريم وفي هذا الاحتفال الكبير والجمع الغفير الذي حضر فيه رؤساء الهند جميعهم قاصيهم ودانيهم ولا يلفى له نظير في الأزمنة الخالية على هذه الحالة تقرر لنا ضرب سبعة عشر مدفعا من جهة ملكة إنكلند في جميع أرضها المعمولة فيها عند ورودنا وصدورنا في تلك البلاد ثم جاء لها خطاب آخر لفظه: كرون أف إنديا وترجمته: تاج الهند وفي هذا العام الحاضر أعني سنة 1296هـ الهجرية ورد مثالان عظيمان على اسمها الشريف مع نشان الدرجة العليا التي يقال لها شفقت من جهة السلطان المعظم مالك رقاب الأمم: عبد الحميد خان ملك الدولة العثمانية خلد الله ملكه وجعل الدنيا بتمامها ملكه وهذه عبارتها مترجمة.
والحاصل: أن مليكة بهوبال المحمية زمانها هذا زمان السعادة وأوان ترقي العلوم وموسم المسرة والرفعة لكل خادم ومخدوم كيف وهي تاج الهند ورأس الرؤوس؟ وقد قيل في المثل السائر: لا عطر بعد عروس وهي التي عمرت الديار بعد خرابها وأحيت المدارس العلمية بعد دروسها وتبابها وبنت المساجد العظيمة وقررت الوظائف الفخيمة وحفرت الآبار وغرست الحدائق والأشجار وأحدثت العمائر الكبار وأكرمت الصغائر والصغار وأحيت السنن وأماتت البدع وقلعت أسباب الفجور
اسم الکتاب : أبجد العلوم المؤلف : صديق حسن خان الجزء : 1 صفحة : 733