اسم الکتاب : أبجد العلوم المؤلف : صديق حسن خان الجزء : 1 صفحة : 724
العزيز العليم ولا فرج بعد الشدة غير الاصطبار كما أمر به القادر الحكيم فرحمه الله تعالى وإيانا برحمته الواسعة وغفر لنا وله بكرمه العميم وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} . وروينا عن عمرو بن العاص أنه قال: مات رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "يا ليته مات بغير مولده" قالوا: ولم ذلك؟ قال: "إن العبد إذا مات بغير مولده قيس ما بين مولده إلى منقطع أثره في الجنة". أخرجه النسائي.
وفي حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر". رواه أحمد والبيهقي.
والحديث له شواهد ولنعم ما أنشدته عائشة رضي الله عنها حين وردت على قبر أخيها: عبد الرحمن وزارته بمكة المكرمة:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وعشنا بخير في حياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول افتراق لم نبت ليلة معا
ثم إنه رثاه الشيخ: حسن اليمني الأديب بقصيدة أولها:
خطب ألم وفادح قد أوجعا ... بمصاب ركن الدين يوم تصدعا
وقد ذكرت هذه القصيدة في ترجمته الشريفة في كتابي: إتحاف النبلاء فارجع إليه ووجدت بخطه:
أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمحروسة قنوج في مبشرة أريتها في اليوم الثامن من رمضان المبارك سنة خمس وستين بعد ألف ومائتين من هجرته صلى الله عليه وسلم رأيته وهو حسين ولونه أبيض من لون الحنطة ويده لا يشتكي منه قصر ولا طول فرأيت أني أكلت معه الطعام وطال يده صلى الله عليه وسلم إلى قصعتي فقربت الإدام إليه فتناوله بيده الشريفة وأخذ كأنه يأكل في قصعتي ولم يبق شيء فقلت: أيتها الحضرة من رآكم في هذا الزمان وصحبكم في المنام هل يعد من أصحابكم؟ فأجاب بما مفهومه:
إنه لا يعد منهم وأعطاني فلوساً.
وسألت عنه صلى الله عليه وسلم: ما بال الناس يتركون الحديث بقياس المجتهدين؟ مع أنهم إنما قاسوا إذ لم يجدوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصوا أصحابهم بالعمل على الحديث والناس في هذا الزمان قد غلوا في ذلك وكفروا من أرشدهم إلى اتباع السنة المخالفة لمذهبهم فشاهدت آثار الملال في بشرته صلى الله عليه وسلم من صنع الناس.
هذا وكنت إذا سألته عن شيء أرى جسمي كأنه يمس جسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم يتعطف علي ويقبل إلي ووجدت له صلى الله عليه وسلم بعد هذه المبشرة محبة عظيمة من قلبي حتى أحببت أن جعلني الله فداه وأقتل في الجهاد وأنا أحميه ووجدته صلى الله عليه وسلم يرضى بالعمل للحديث. انتهى.
وبالجملة: كان له اليد الطولى في الرد على المقلدة كما يلوح ذلك من كتابه: حديث الأذكياء الملقب: بالشهاب الثاقب وغيره وله نظم رائق وشعر فائق بالفارسية والعربية يربو على نظم الأدباء المتقدمين والبلغاء المتأخرين ذكرت جملة صالحة منها في كتابي: إتحاف النبلاء وتذكرتي المسماة: بشمع انجمن فارجع إليهما وهو نظير: المحدث العلامة الشيخ: محمد فاخر المتخلص: بالزائر الإله آبادي تلميذ الشيخ
اسم الکتاب : أبجد العلوم المؤلف : صديق حسن خان الجزء : 1 صفحة : 724