responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 39
فلفظة الْبعد: وَإِن كَانَ كالجنس مستعملة فِي كل وَاحِدَة من الْجِهَات فَإِنَّهُ يخْتَص بِالْأَخْذِ طولا. وَأما لَفْظَة نزح فَإِنَّهُ يخْتَص بِالْأَخْذِ عمقاً فأصله فِي الْبِئْر وَمَا جرى مجْراهَا من العمق ثمَّ حملهمْ الإتساع فِي الْكَلَام - وَأَن العمق أَيْضا بعد مَا - على أَن أجروه مجْرى الطول. وَأما هزل فلَان ومزح فبينهما فرق وَذَلِكَ أَن الْهزْل هُوَ ضد الْجد وَهُوَ مَذْمُوم. فَأَما المزح فَلَيْسَ بمذموم: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمزح وَلَا يَقُول إِلَّا حَقًا وَلم يكن يهزل. وَيُقَال: فلَان حسن الفكاهة مزاح يُوصف بِهِ ويمدح فَإِذا هزل عيب وذم. فَأَما قَوْلهم: حجب فلَان وَصد فَإِن الْحجاب معنى سَابق وَكَأَنَّهُ سَبَب للصدود وَلما كَانَ الصدود هُوَ الْإِعْرَاض بِالْوَجْهِ - وَإِنَّمَا يَقع هَذَا الْفِعْل بعد الْحجاب مِنْهُ - صَار قَرِيبا فَاسْتعْمل مَكَانَهُ وَبَين الْمَعْنيين تفَاوت. فَأَما الْأَلْفَاظ الْأُخَر الَّتِي ذكرت بعد فَإِن المتأمل لَهَا يعرف الْفرق بَينهمَا بِأَدْنَى تَأمل وَلذَلِك تركت الْكَلَام فِيهَا إِذْ كَانَ أعْطى أَصله من عطا يعطو وَإِنَّمَا عدى بِالْهَمْزَةِ كَمَا تَقول قَامَ فلَان وأقامه غَيره. وَأما ناول فَهُوَ فَاعل من النول وحاول فعل من الْحول. وَهَذِه الْأَشْيَاء من الظُّهُور بِحَيْثُ يَسْتَغْنِي عَن الْكَلَام فِيهَا. وَأما قَوْلهم جلس فلَان وَقعد فَإِن الْهَيْئَة وَإِن كَانَت وَاحِدَة فَإِن الْجُلُوس لما كَانَ بعقب اتكاء واستلقاء

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست