responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 274
وَهنا خلة لَا بَأْس بذكرها والتنبيه عَلَيْهَا فَإِن كثيرا من النَّاس يضل عَن وَجه الصَّوَاب فِيهَا وَهِي أَن الْغيرَة إِذا هَاجَتْ قوتها وَكَانَ سَببهَا الشَّهْوَة وَجب الاستئثار وَأَن يخْتَص الْإِنْسَان بِحَال لَا يُشَارِكهُ فِيهَا غَيره وَكَانَ هَذَا الْعَارِض لَهُ فِي غير حرمته وَلَا من أجل حفظ نسبه وزرعه - فَهُوَ أَمر قَبِيح. وَإِن كَانَت على شرائطها الَّتِي ذكرت فَهُوَ أَمر حسن جميل. وَأما سُقُوط هَذِه الْقُوَّة دفْعَة فهجنة قبيحة فقد نجد فِي بعض الْحَيَوَان من لَا تعرض لَهُ الْغيرَة كَالْكَلْبِ والتيس ويسب بِهِ الْإِنْسَان إِذا ذكر بِهِ وَسمي باسمه. ونجد أَيْضا بَعْضهَا غيوراً محامياً كالكبش وَغَيره من فحول الْحَيَوَان فيمدح بِذكرِهِ الْإِنْسَان إِذا شبه بِهِ وَسمي باسمه. فلست اعرف وَجه السب بالتيس والمدح بالكبش إِلَّا لما يظْهر من هَذَا الْخلق فِي أَحدهمَا دون الآخر. فَهَذِهِ حَال الْغيرَة وحقيقتها وَمَا يجب أَن يمدح مِنْهَا أَو يذم.
(مَسْأَلَة مَا السَّبَب فِي أَن الَّذين يموتون وهم شُبَّان أَكثر من الَّذين يموتون وهم شُيُوخ)
الشَّاهِد على ذَلِك أَنَّك تَجِد الشُّيُوخ أقل وَلَوْلَا ذَلِك لكانوا يكثرون لأَنهم كَانُوا يتجاوزون الشبيبة إِلَى الكهولة والكهولة إِلَى الشيخوخة فَلَمَّا دب الْحمام فِي ذَوي الشَّبَاب أفناهم وتخطى الْقَلِيل مِنْهُم فبلغوا التشيخ وَهُوَ قَلِيل.

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست