responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 270
عَلَيَّ مائَة وَثَمَانُونَ سنة وَأنْكرت كل شَيْء إِلَّا الأمل فَإِنَّهُ أحد مَا كَانَ. مَا سَبَب هَذِه الْحَال وعَلى مَاذَا يدل الرَّمْز فِيهَا وَمَا الأمل أَولا وَمَا الأمنية ثَانِيًا وَمَا الرَّجَاء ثَالِثا وَهل تشْتَمل هَذِه على مصَالح الْعَالم فَإِن كَانَت مُشْتَمِلَة فَلم توَاصى النَّاس بقصر الأمل وَقطع الْأَمَانِي وبصرف الرَّجَاء إِلَّا فِي الله - تبَارك وَتَعَالَى - وَإِلَى الله فَإِنَّهُ سَاتِر الْعَوْرَة وراحم الْعبْرَة وقابل التَّوْبَة وغافر الْخَطِيئَة وكل أمل فِي غَيره بَاطِل وكل رَجَاء فِي سواهُ زائل. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: هَذِه الْمَسْأَلَة قد أَخذ فِيهَا فعل من أَفعَال النَّفس فقرن بِفعل من أَفعَال الطبيعة الَّتِي بِحَسب الْبدن إِلَى الطبيعة والمزاج البدني ثمَّ وَقعت المقايسة بَينهمَا وهما يتباينان لَا يتشابهان فَلذَلِك عرض التَّعَجُّب مِنْهَا. فَأَما الشيب والنقصانات الَّتِي تعرض للبدن وَعجز القوى التابعة للمزاج فَهِيَ أُمُور طبيعية فِي آلَات تكل بِالِاسْتِعْمَالِ وتضعف على مر الزَّمَان. وَأما أَفعَال النَّفس فَإِنَّهَا كلما تَكَرَّرت وأديمت فَإِنَّهَا تقوى ويشتد أَثَرهَا فَهِيَ بالضد من حَال الْبدن. مِثَال ذَلِك ان النّظر الْعقلِيّ كلما اسْتعْمل قوى واحتد وَأدْركَ فِي الزَّمَان الْقصير مَا يُدْرِكهُ فِي الزَّمَان الطَّوِيل وَلحق الْأَمر الَّذِي كَانَ خفِيا عَنهُ بِسُرْعَة.

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست