responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 255
أرانا موضِعين لحتم غيب ونسحر بِالطَّعَامِ وبالشراب فَمَا هَذَا الإيضاع منا وَمَا هَذَا الحتم من الْغَيْب لقد أَشَارَ إِلَى معنى الطيف وَدلّ من نَفسه على ذكاء تَامّ وقريحة عَجِيبَة أَلا ترَاهُ يَقُول: ونسحر بِالطَّعَامِ وبالشراب أَي المُرَاد منا وَالْمَقْصُود بِنَا غَيرهمَا وَإِنَّمَا نسحر بِهَذَيْنِ. فقد تبين أَن الْإِنْسَان - إِذا لم تكن غَايَته هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تسميها الْعَامَّة أرزاقاً وَلم يخلق لَهَا وَلَا هِيَ مَقْصُود بِالذَّاتِ - فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يلتمسها وَأَن يتعجب مِمَّن اتّفقت لَهُ وَإِن كَانَ يتشوقها ويحبها فَلَيْسَ ذَلِك من حَيْثُ هُوَ إِنْسَان عَاقل بل هُوَ من حَيْثُ هُوَ حَيَوَان بهيمي. وَقد أزيحت علته فِي الْأُمُور الضرورية الَّتِي يتم بهَا عيشة وَيصِح مِنْهَا سلوكه إِلَى غَايَته. وَلم يظلم أحد فِي هَذَا فَتَأَمّله تَجدهُ بَينا إِن شَاءَ الله.
مَسْأَلَة مَا الِاتِّفَاق؟ وَمَا يتلوه من الْكَلَام؟
هَذِه الْمَسْأَلَة مكررة وَقد مضى الْجَواب عَنْهَا مستقصى على شريطة الإيجاز. وَبعدهَا مَسْأَلَة التَّوْفِيق وَقد مرت أَيْضا فَليرْجع إِلَى الْأَجْوِبَة الْمُتَقَدّمَة عَنْهُمَا.

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست