responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 150
فَأَما النَّفس الناطقة فَلَا حَاجَة بهَا إِلَى الْأكل وَالشرب. وَلما كَانَت الْمَلَائِكَة أشرف من الْأنس لاستعانها بذاتها عَن الْغذَاء وَبَقَاء خُرُوجهَا جوهرها - كَانَ الْإِنْسَان الْمُنَاسب لَهَا بِنَفسِهِ أَكثر وأشرف من الْإِنْسَان الَّذِي يُنَاسب النَّبَات والبهائم نِسْبَة أَكثر. وكما أَن الْإِنْسَان يستخف بالنبات والبهيمة ويستخدمها ويعظم الْمَلَائِكَة ويسبحها فَكَذَلِك من الْوَاجِب فِي كل شَيْء كَانَ مناسباً لتِلْك أَن يكون مهاناً مستخفاً بِهِ وَكلما كَانَ مناسباً لهَذَا أَن يكون مُعظما مشرفاً. وَهَذَا أبين من أَن يبسط فِيهِ قَول ويتكلف لَهُ جَوَاب وَلَكنَّا لم نحب الْإِخْلَال بِالْمَسْأَلَة رَأْسا فَلذَلِك علقنا فِيهِ هَذَا الْقدر.
(مَسْأَلَة لم صَار بعض النَّاس يولع بالتبذير مَعَ علمه بِسوء عاقبته)
وَآخر يولع بالتقتير مَعَ علمه بقبح القالة فِيهِ وَمَا الْفرق بَين الرزق وَالْملك فقد قَالَ لي شيخ من الفلاسفة - وَقد سمعنى أَشْكُو الْحَال - يَا هَذَا أَنْت قَلِيل الْملك كثير الرزق وَكم من كثير الْملك قَلِيل الرزق أَحْمد الله عز وَجل. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: قد تقدم لنا فِي هَذِه الْمسَائِل كَلَام فِي السَّبَب الَّذِي يخْتَار النَّاس لَهُ فعل مَا تقبح عاقبته مَعَ علمهمْ بذلك وضربنا فِيهِ الْمثل بالمريض

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست