responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 136
وَلما كَانَت أَسبَاب الْوُصُول إِلَى الْحَاجَات كَثِيرَة: فَمِنْهَا قريب وَمِنْهَا بعيد وَمِنْهَا طبيعي وَمِنْهَا وَغير طبيعي مِنْهَا اتِّفَاق وَمنا غير اتِّفَاق وَغلط النَّاس ضروباً من الْغَلَط: مِنْهَا أَنهم راموا أَن يجْعَلُوا الْأَسْبَاب الْكَثِيرَة سَببا وَاحِدًا وَمِنْهَا أَنهم راموا فِي الْأَسْبَاب الْبَعِيدَة الْقرب فَلَمَّا خفى عَنْهُم ذَلِك وَلم يجدوه حَيْثُ طلبوه - لحقتهم الْحيرَة وبقدر جهلهم بِالسَّبَبِ عرض لَهُم التَّعَجُّب من الْأَمر. فَأَما الدولة فَمن قَوْلك دَال الشَّيْء بَين الْقَوْم وتداولوه بَينهم إِذا اعتوروه بالمعاطاة قَالَ الله تَعَالَى: [اي] {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ} [\ اي] أَي ليتعاوره الْكل وَلَا يخص قوما دون قوم. وَهِي لَفْظَة مُخْتَصَّة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة المحبوبة لَا سِيمَا الْغَلَبَة. وأسبابها أَيْضا كَثِيرَة: فَمِنْهَا بعيد وَمِنْهَا قريب وَمِنْهَا طبيعي وَمِنْهَا غير طبيعي وَغير الطبيعي منقسم إِلَى الإرادي والإتفاقي. وكل وَاحِد من هَذِه الْأَقْسَام أَيْضا يَنْقَسِم وتبعد علله وتقرب وتختلط ويتركب ضروب التراكيب فَإِذا فقد الْجُمْهُور وجود سَببه عرض لَهُم فِيهِ من الْحيرَة والتعجب مَا عرض فِي الرزق. فَأَما التَّوْفِيق والاتفاق والموافقة والوفاق فقد مر ذكرنَا كل وَاحِد مِنْهَا مُنْفَردا وَفِي مسَائِل مُتَفَرِّقَة، ووعدنا

اسم الکتاب : الهوامل والشوامل المؤلف : ابن مسكويه    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست