اسم الکتاب : أبحاث هيئة كبار العلماء المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 568
وهما لغتان.
قال أبو إسحاق: معناه: إذا قيل: انهضوا فانهضوا وقوموا، كما قال تعالى: {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} [1] وقيل في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا} [2] أي: قوموا إلى الصلاة أو قضاء حق أو شهادة فانشزوا، ونشز الرجل ينشز إذا كان قاعدا فقام، وركب ناشز: ناتئ مرتفع، وعرق ناشز منتبر ناشز، لا يزال يضرب من داء أو غيره، وقوله: أنشده ابن الأعرابي:
فما ليلى بناشزة القصيرى ... ولا وقصاء لبستها اعتجار
فسره فقال: ناشزة القصيرى، أي: ليست بضخمة الجنبين مشرفة القصيرى بما عليها من اللحم. وأنشز الشيء: رفعه عن مكانه. وإنشاز عظام الميت: رفعها إلى مواضعها، وتركيب بعضها على بعض، وفي التنزيل العزيز: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} [3] أي: نرفع بعضها على بعض.
قال الفراء: قرأ زيد بن ثابت {نُنْشِزُهَا} [4] بالزاي، قال: والإنشاز نقلها إلى مواضعها، قال: وبالراء قرأها الكوفيون.
قال ثعلب: والمختار الزاي؛ لأن الإنشاز تركيب العظام بعضها على بعض. . وفي الحديث: «لا رضاع إلا ما أنشز العظم [5] » أي: رفعه وأعلاه وأكبر حجمه، وهو من النشز المرتفع من الأرض.
قال أبو إسحاق: النشوز يكون بين الزوجين، وهو كراهة كل واحد [1] سورة الأحزاب الآية 53 [2] سورة المجادلة الآية 11 [3] سورة البقرة الآية 259 [4] سورة البقرة الآية 259 [5] سنن أبو داود النكاح (2059) ، مسند أحمد بن حنبل (1/432) .
اسم الکتاب : أبحاث هيئة كبار العلماء المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 568