responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 72
والأبناء، فإذا سمعوا ذلك جاؤوا لتخليصه وربما جرّ هذا من الحرب علينا ما نحن في غنى عنه. وقال لهم طاغيتهم [1] : بل نقتله. ولنمنع بني أبيه من الأخذ بثأره، نأخذ من كل قبيلة شابا جلدا يجتمعون أمام داره، فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد، فيفترق دمه في القبائل، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قريش كلهم بل يرضون بالدية، فأقرّوا هذا الرأي. هذا مكرهم، ولكن ارادة الله فوق كل إرادة وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ [2] فأعلم نبيّه بما دبّره الأعداء في سرّهم، وأمره باللحاق بدار هجرته، بدار فيها ينشر الإسلام، ويكون فيها لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم العزّة والمنعة. وهذا من الحكمة بمكان عظيم فإنه لو انتشر الإسلام بمكّة لقال المبغضون: إن قريشا أرادوا ملك العرب، فعمدوا إلى شخص منهم، وأوعزوا إليه أن يدّعي هذه الدعوى حتى تكون وسيلة لنيل ماربهم، ولكنهم كانوا له أعداء ألدّاء اذوه شديد الأذى حتى اختار الله له مفارقة بلادهم والبعد عنهم.

هجرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم «3»
فتوجّه من ساعته إلى صديقه أبي بكر، وأعلمه أنّ الله قد أذن له في الهجرة فسأله أبو بكر: الصحبة، فقال: نعم، ثم عرض عليه إحدى راحلتيه اللتين كانتا معدّتين لذلك، فجهزهما أحثّ [4] الجهاز، وصنعت لهما سفرة [5] في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر [6] نطاقها [7] وربطت به على فم الجراب، واستأجرا

[1] أبو جهل.
[2] سورة الأنفال اية 30.
(3) كان خروجه عليه الصلاة والسلام من مكة يوم الخميس أوّل يوم من ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه وذلك يوم الإثنين الظهر لثلاث وخمسين سنة من مولده 28 حزيران (622 م) . كما يؤكّد تواتر الأخبار أنه خرج يوم الاثنين وأن دخوله المدينة كان يوم الاثنين.
[4] اسرع.
[5] زادا
[6] أمها قيلة وكانت أسماء تحت الزبير بن العوام وكان إسلامها قديما قال ابن اسحاق: أسلمت بعد إسلام سبعة عشر انسانا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فوضعته بقباء وهو أوّل مولود في المدينة. وكانت تسمى ذات النطاقين وإنما قيل لها ذلك لأنها صنعت للنبي صلّى الله عليه وسلّم سفرة حين أراد الهجرة إلى المدينة فعسر عليها ما تشدها به، فشقّت خمارها، وشدّت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني، فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات النطاقين وقد ذهب بصرها، وماتت، وقد بلغت من العمر مائة سنة.
[7] النطاق ما يشد به الوسط.
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست