responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
فقال له أبو الهيثم ابن التيهان [1] : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال عهودا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسّم عليه الصلاة والسلام، وقال: بل الدّم الدّم والهدم الهدم، أي: ان طالبتم بدم طالبت به وأن أهدرتموه أهدرته.
وحينذاك ابتدأت المبايعة وهي العقبة الثانية، فبايعه الرجال على ما طلب، وأول من بايع أسعد بن زرارة وقيل البراء بن معرور، ثم تخير منهم اثني عشر نقيبا لكل عشيرة منهم واحد تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس وهم أبو الهيثم بن التّيّهان، وأسعد بن زرارة، وأسيد بن حضير، والبراء بن معرور، ورافع بن مالك وسعد بن أبي خيثمة [2] ، وسعد بن الربيع، وسعد بن عبادة [3] ، وعبد الله بن رواحة [4] ، وعبد الله بن عمرو وعبادة بن الصامت [5] ، والمنذر بن عمرو، ثم قال لهم: أنتم كفلاء على قومكم، ككفالة الحواريّين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي، ولأمر ما أراده الله بلغ خبر هذه البيعة مشركي قريش، فجاؤا ودخلوا شعب الأنصار وقالوا: يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم لصاحبنا تخرجونه من أرضنا، وتبايعونه على حربنا [6] ؟ فأنكروا ذلك، وصار بعض المشركين الذين لم يحضروا المبايعة يحلفون لهم أنهم لم يحصل منهم شيء في ليلتهم وعبد الله بن أبيّ كبير الخزرج يقول: ما كان قومي ليفتاتوا [7] عليّ بشيء من ذلك.

هجرة المسلمين إلى المدينة
ولما رجع الأنصار إلى المدينة ظهر بينهم الإسلام أكثر من المرة الأولى. أما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه فازداد عليهم أذى المشركين لما سمعوا أنه حالف قوما

[1] التيهان لقبه واسمه مالك وهو مشهور بكنيته اخى النبي صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين عثمان بن مظعون وشهد المشاهد كلها وكان أول من بايع وقد مات سنة عشرين.
[2] شهد بدرا فقتل بها شهيدا.
[3] كان سيدا جوادا، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها وكان غيورا شديد الغيرة سار إلى الشام فمات في حوران سنة خمس عشرة
[4] شهد بدرا والمشاهد كلها إلا الفتح وما بعدها وقتل يوم مؤتة.
[5] شهد بدرا والمشاهد كلها، وقد جمع القران في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يعلم أهل الصفة القران، وهو أول من ولي قضاء فلسطين، توفي سنة أربع وثلاثين بالرملة، وهو ابن اثنين وسبعين سنة.
[6] تتمتها وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا، أن تنشب الحرب. بينا وبينهم منكم.
[7] أي: لا يفوت
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست