اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد الجزء : 1 صفحة : 58
وفاة خديجة رضي الله عنها «1»
وبعد خروجه عليه السلام من الشعب بقليل وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت خديجة بنت خويلد زوجه رضي الله عنها، كان عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يذكرها ويترحّم عليها، ولا غرابة فهي أوّل نفس زكية صدّقت رسول الله فيما جاء به عن ربّه، وقد جاء منها بأولاده كلّهم ما عدا إبراهيم [2] ، فمنها زينب وهي أكبر بناته تزوّجها في الجاهلية أبو العاص بن الربيع [3] ، وأعقب منها أمامة التي تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة [4] ، ومنها رقية [5] وأم كلثوم تزوجهما عثمان، الأولى بمكة قبل الهجرة، وهاجر بها إلى الحبشة، والثانية بالمدينة بعد أن ماتت أختها، ومنها فاطمة وهي أصغر بناته تزوجها علي بن أبي طالب، وقد جاءت خديجة بأولاد توفّوا صغارا، ولم يعش بعد رسول الله من أولاده إلّا فاطمة عاشت بعده قليلا. ولما توفيت خديجة حزن عليها رسول الله حزنا شديدا لما كانت عليه من الرّقة لرسول الله ومحاجزة الكفار عنه لما لها من الجاه في عشيرتها بني أسد، ومنها القاسم وكان به يكنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعبد الله الملقب بالطّيب والطّاهر.
زواج سودة
وعقد عليه الصلاة والسلام في الشهر الذي ماتت فيه خديجة على سودة بنت
(1) توفيت بعد أبي طالب بثلاثة أيام في شهر رمضان ولها خمس وستون سنة وكان مقامها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما تزوّجها أربعا وعشرين سنة وستة أشهر ودفنها بالحجون وحزن عليها النبي صلّى الله عليه وسلّم ونزل في حفرتها. [2] هو من زوجته مارية وتوفي وعمره سبعة عشر شهرا فلما مات دمعت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمر النبي بدفن إبراهيم في البقيع وصلى عليه وكبر عليه أربع تكبيرات ولما دفن أمر برش قربة ماء على قبره. [3] هو ابن خالة خديجة ثم لم يتفق أنه أسلم إلّا بعد الهجرة، وكان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، ولما هاجرت زينب كانت تحت أبي العاص على دينه. قدم المدينة مهاجرا ومات في خلافة أبي بكر. [4] تلقب بالزهراء وكانت أصغر بنات النبي صلّى الله عليه وسلّم وأحبهن إليه، وتزوجها علي بعد عائشة بأربعة أشهر وانقطع نسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلّا من فاطمة، وهي أول أهل بيت رسول الله لحوقا به، وقد عاشت بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم ستة أشهر، وقد أوصت عليا أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس وقد صلّى علي عليها، ودفنها بليل بالبقيع. [5] تزوّجها عثمان وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله، فكان يكنى به، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى بدر فتخلف عليها عثمان، ولما ماتت رقية قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إلحقي بسلفنا عثمان بن مظعون» ، وهي أكبر بناته صلّى الله عليه وسلّم بعد زينب.
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد الجزء : 1 صفحة : 58