responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 263
أشهر حتى توفّى صلوات الله عليه وسلامه [1] .

[خوفه ص من ربه، وطاعته له، وشدّة عبادته]
وأما خوفه من ربه، وطاعته له، وشدّة عبادته، فعلى قدر علمه بربه، ولذلك قال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» [2] إني أرى مالا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطّت «صوتت» السماء وحقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلّا وملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى الله تعالى، لوددت أني شجرة تعضد [3] . وكان عليه الصلاة والسلام يصلي حتى ترم قدماه؛ فقيل له أتكلّف هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟ قال. «أفلا أكون عبدا شكورا!» [4] . وقالت عائشة رضي الله عنها: كان عمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ديمة، وأيّكم يطيق ما كان يطيق [5] ؟ وقالت: كان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم [6] . وقال عوف بن مالك: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه فاستفتح البقرة، فلا يمر باية رحمة إلّا وقف فسأل، ولا يمر باية عذاب إلّا وقف فتعوّذ، ثم ركع، فمكث بقدر قيامه، يقول: سبحان ذي الجبروت والملكوت والعظمة، ثم سجد، وقال مثل ذلك. ثم قرأ ال عمران، ثم سورة سورة يفعل مثل ذلك [7] ، وقال بعضهم: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل [8] ، وفي وصف ابن أبي هالة: كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة [9] . وعن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سنته فقال:

[1] رواه ابن أبي حاتم في تفسيره قريبا من هذا المعنى.
[2] أخرجه البخاري في الرقائق ورواه أحمد والبخاري أيضا ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس.
[3] رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب ومعنى تعضد: أي تقطع وقوله «لوددت أني شجرة تعضد: مدرج في الحديث من كلام أبي ذر (الصعدات) : أي الطرق (تجأرون) تستغيثون وتدعون.
[4] الشيخان.
[5] رواه الشيخان وديمة: أي دائما في رفق واقتصاد.
[6] رواه مسلم.
[7] رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل وصححه النووي في الأذكار.
[8] رواه أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي وغيره وصححه ابن خزيمة وابن حبان في موارد الظمان والحاكم ووافقه الذهبي وصححه أيضا النووي في رياض الصالحين.
[9] رواه الترمذي عن عائشة وأخرجه أحمد والنسائي بسند صحيح.
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست