اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد الجزء : 1 صفحة : 122
الوليد [1] ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل [2] . وعلى المشاة صفوان بن أمية، فجعل عليه الصلاة والسلام الزبير بن العوام بازاء خالد، وجعل اخرين أمام الباقين، واستحضر الرماة وكانوا خمسين رجلا يرأسهم عبد الله بن جبير [3] الأنصاري فوقفهم خلف الجيش على ظهر الجبل وقال: «لا تبرحوا: إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تبرحوا [4] » ثم عدّل عليه الصلاة والسلام الصفوف، وخطب المسلمين، وكان فيما قال: «ألقى في قلبي الروح الأمين أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شيء وأن أبطأ عنها فاتّقوا ربكم وأجملوا في طلب الرزق، لا يحملنكم استبطاؤه أن تطلبوه بمعصية الله. والمؤمن من المؤمن كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى له سائر جسده» ثم. ابتدأ القتال بالمبارزة، فخرج رجل [5] من صفوف المشركين فبرز له الزبير فقتله، ثم حمل اللواء طلحة بن أبي طلحة فقتله عليّ، فحمل اللواء أخوه عثمان فقتله حمزة، فحمله أخ لهما اسمه أبو سعيد فرماه سعد بن أبي وقاص بسهم قضى عليه، فتناوب اللواء بعده أربعة من أولاد طلحة بن أبي طلحة، وكلهم يقتلون، وخرج من صفوف المشركين عبد الرحمن بن أبي بكر [6] يطلب البراز فأراد أبوه أن يبرز له، فقال عليه الصلاة والسلام: متعنا بنفسك يا أبا بكر، ثم [1] سيف الله أبو سليمان، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه أعنة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر ثم شهد غزوة مؤته فلما استشهد عبد الله بن رواحة أخذ الراية فانحاز بالناس ونجى الجيش وشهد فتح مكة ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزى، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة، ثم ولاه حرب فارس والروم، فأثر فيهم تأثيرا شديدا، وفتح دمشق، ومات بمدينة حمص سنة 21. [2] كان كأبيه من أشد الناس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أسلم عام الفتح، وخرج إلى المدينة، ثم إلى قتال أهل الردة، ووجهه أبو بكر إلى جيش نعمان فظهر عليهم ثم إلى اليمن ثم رجع فخرج إلى الجهاد عام وفاته فاستشهد، وذكر الطبري أن النبي صلّى الله عليه وسلّم استعمله على صدقات هوازن عام وفاته وأنه قتل بأجنادين. [3] كان أمير الرماة يومئذ، وقد شهد العقبة ثم شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وهو أخو خوات بن جبير بن النعمان لأبيه وأمه. [4] هذا له شاهد في الصحيحين. [5] يدعى طلحة بن أبي طلحة العبدري. [6] شهد بدرا أو أحدا وكان كافرا، ثم أسلم وحسن إسلامه، وصحب النبي صلّى الله عليه وسلّم في هدنة الحديبية، وكان اسمه عبد الكعبة، فغير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اسمه وسماه عبد الرحمن، وكان من أشجع رجال قريش وأرماهم بسهم، وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل سبعة من كبارهم، وشهد الجمل مع أخته عائشة، مات في مكّة في سنة 53.
اسم الکتاب : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين المؤلف : الخضري، محمد الجزء : 1 صفحة : 122