responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 99
حكومة مكة وسياستها الداخلية
مدخل
...
الفصل الثاني: حكومة مكة وسياستها الداخلية
تولى قصي حكم مكة طول حياته، وجعل مركز هذا الحكم دار الندوة التي أنشأها، واهتم بعمارة البيت الحرام وجعل وظيفة السدانة من أهم الوظائف، كما نظم سقاية الحاج إلى الكعبة في موسم الحج، وجعلها وظيفة ثابتة عرفت باسم السقاية، وقد بقيت هذه الوظيفة من أجلِّ الوظائف في مكة وذلك لطبيعة البلد وشح المياه بها، ولأن كفالة الماء في هذا البلد القفر الحار مما ييسر مهمة الحج ويجعل الإقبال عليه أمرًا ميسورًا. كما فرض على قريش خرجًا تدفعه له يصنع به طعامًا للحجاج في موسم الحج، وجعل هذا الفرض أمرًا مقررًا، وجعل له وظيفة ثابتة عرفت باسم الرفادة، كما كان له الرياسة العامة وله القيادة واللواء[1].
وقد جمع قصي هذه الوظائف كلها في يده، وظل طول حياته محترمًا مطاعًا يرى الناس أمره فيهم كالدين المتبع: ولما مات خلفه بنوه على هذه المناصب وزادوا فيها إرضاء للبطون القرشية حتى وصلت إلى ست عشرة وظيفة [2].
أفكانت هذه المناصب كلها أو بعضها موجودة قبل قصي، أم هو الذي استحدثها؟ لا نستطيع الجري مع الأخباريين العرب في أن قصي هو الذي أنشأ مكة واستحدث لها هذه المناصب كلها. فالواقع أن القرية المكية انتظمت منذ عهد عمرو بن لحي زعيم خزاعة، وقد دخلت في طور النظام الاجتماعي بعد أن مرت بطور

[1] ابن هشام 1/ 137، 141- 142، الطبري 2/ 18- 19. ابن كثير 2/ 27- 29.
[2] ابن عبد ربه: العقد الفريد 3/ 313- 315. الآلوسي: بلوغ الأرب 1/ 149- 250.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست