اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 259
وبنو خُدرة، وجِدارة ابنا عوف بن الحارث، وبنو صخر بن الحارث. وقد سكن بنو الحارث الذين عرفوا بلحارث بالعوالي شرقي وادي بطحان: ماعدا بني جشم وبني زيد مناة الذين سكنوا السنح على ميل من مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ناحية الشرق. وبني خدرة وجدارة الذين سكنوا مما يلي سوق المدينة.
وأهم بطون كعب بن الخزرج بنو ساعدة الذين انقسموا بدورهم إلى بطنين هما طريف وعمرو، ومن طريف سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر. وقد سكن بنو ساعدة عند المكان المعروف بسقيفة بني ساعدة في شرقي سوق المدينة المعروف بسوق الغنم. مما يلي باب الشام وفي بئر بضاعة، كما كان لهم منازل عند وادي بطحان توازي مساكن بني دينار.
ومما سبق نرى أن الأوس قد سكنوا المناطق الزراعية الغنية في المدينة، وأنهم جاوروا أهم قبائل اليهود وجموعهم، وأن الخزرج استوطنوا مناطق أقل خصبًا، وقد جاورهم قبيلة يهودية كبيرة واحدة هي قينقاع، وعشائر أخرى يهودية أقل عددًا هم اليهود الذين نزلوا في الشمال الغربي من المدينة عند المكان المعروف بيثرب شمال جبل سلع. وقد كان لهذا أثره الكبير في العلاقات بين العرب واليهود من ناحية وبين الأوس والخزرج من ناحية أخرى[1].
أما متى وكيف قدم الأوس والخزرج إلى يثرب فإن المصادر العربية ترجع سبب قدومهم إلى هجرة الأزد من اليمن نتيجة لتهدم سد مأرب؛ فيقول ابن هشام عن هجرة الأوس والخزرج إلى جهات يثرب: وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن، أنه رأى جرذًا يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أراضيهم، فعلم أنه لا بقاء للسد بعد ذلك، فاعتزم على النقلة من اليمن، فكاد قومه، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ففعل ابنه ما أمره به، [1] عن أنساب الأوس والخزرج وبطونهم. انظر جمهرة أنساب العرب من ص312- 347 وعن توزيع مساكنهم انظر السمهودي 1365- 152، وابن هشام 2/ 112، وابن سيد الناس 1/ 194 وانظر أيضًا الخريطة التوضيحية الملحقة بهذا الفصل.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 259