اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 183
المكاييل والموازين والمقاييس:
والكيل والميزان والمقياس معروفة عند العرب، وقد ورد ذكرها في القرآن؛ ولكنها ذكرت دون تعيين إلا القنطار والذراع على غموض في مقدارهما[1]. وقد جاء ذكر الكيل والميزان والقسطاس في مناسبات أكثرها جاء في معرض الأمانة والحث على الاستقامة في الكيل والوزن، مما يدل على أنه كانت توجد مكاييل وموازين، وأن هذه المكاييل والموازين كان بعضها مضبوطًا وبعضها غير مضبوط، والآيات القرآنية تحث على استعمال المضبوط منها؛ مما يدل على أن حيل الغش فيها كانت فاشية، والتجار كانوا يستغلون جهل المتعاملين معهم وبخاصة أهل البادية، فيأخذون منهم وزنًا أوكيلًا [1] انظر سورة آل عمران 14، 75.
استعمالهما حليًّا وأواني في الدنيا والآخرة[1]، مما يدل على أن هذين المعدنين كان ينظر إليهما على أنهما مقياس الثروة، كما كان من الملك المحبب المحروص عليه عندهم، شأن البيئات المتحضرة المجاورة، وفي الروايات؛ ما يدل على أن أغنياء مكة استعملوا الذهب كآنية؛ فقد كان ثري مكة عبد الله بن جدعان يشرب في أكواب من الذهب حتى سمي حاسي الذهب[2]. [1] انظر كلًّا من الكهف 31، الزخرف 31، 71، الإنسان 15، 16، 21. [2] الجاحظ: البيان والتبيين [1]/ 22 -23.
الأعداد والحساب:
في القرآن ذكر للأعداد ومضاعفاتها من آحاد وعشرات ومئات وألوف ومئات الألوف، كما ورد ذكر كسور الأعداد من نصف وثلث وربع وخمس وسدس وثمن وعشر[1]، الأمر الذي يدل على أن العرب بعامة وأهل المدن بنوع خاص كانوا على علم بالأعمال الحسابية من ضرب وقسمة وجمع وطرح وكسور، كما يدل على سعة الأفق والصلات وكثرة التعامل. [1] انظر كلًّا من البقرة 226، 227، 234، 259، 261، آل عمران 124، 125، النساء، 3، 11، 12 الأنفال 11، 41، 65، الكهف 22، الصافات 147، المعارج 4.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 183