responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 144
وكان بصنعاء "بيت رثام" يحجون إليه وينحرون عنده ويكلمون منه، حتى هدم بعد انتشار اليهودية في اليمن[1].
ورضاء بيت كان لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد هدمه بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المستوغر بن ربيعة بن سعد [2].
أما كعبة نجران فهي بيعة بنوها على بناء الكعبة، وعظموها مضاهاة لها، وسموها كعبة نجران، ويقول ابن الكلبي: إنها لم تكن بناء؛ وإنما كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب الحاجة قضيت حاجته أو المسترفد رفد. وكان فيها أساقفة معتمدون وهم الذين جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم للمباهلة[3].
وقد اجتمع لبيت مكة من بين هذه البيوت الحرام ما لم يجتمع لبيت آخر في أنحاء الجزيرة العربية؛ لأن مكة كانت ملتقى طرق القوافل بين الجنوب والشمال والشرق والغرب، وكان محطة لازمة لمن يحمل التجارة من الشمال إلى الجنوب. وكانت القبائل تلوذ منها بمثابة مطروقة تتردد عليها. وقد رغب القبائل فيها أن مكة لم تكن فيها سيادة قاهرة على تلك القبائل في باديتها أو رحلاتها؛ فليست في مكة دولة كدولة التبابعة في اليمن أو مملكة المناذرة في الحيرة أو الغساسنة في الشام، وليس من وراء أصحاب الرياسة فيها سلطان كسلطان دولة الروم أو الفرس أو الحبشة وراء الإمارات المتفرقة على الشواطئ أو بين بوادي الصحراء، فهي مثابة عبادة وتجارة، وليست حوزة ملك يستبد بها صاحب العرش ولا يبالي من عداه، فلم تكن قيصرية, ولا كسروية, ولا نجاشية، وإنما كانت مكة عربية لجميع العرب ولهذا تمت لها الخصائص التي كانت لازمة لمن يقصدونها ويجدون فيها من يبادلهم ويبادلونه على حكم المنفعة المشتركة لا على حكم القهر والإكراه.
والكعبة قديمة سابقة لأسفار العهد القديم في التوراة، وقد توارث العرب أن أول من رفع قواعدها هو إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- وتلهم الآية القرآنية:

[1] ياقوت 9/ 383- 384. الأغاني [3]/ هـ ص172.
[2] نفسه 9/ 50.
[3] نفسه 9/ 50. ياقوت 19/ 268.
وكان بصنعاء "بيت رثام" يحجون إليه وينحرون عنده ويكلمون منه، حتى هدم بعد انتشار اليهودية في اليمن[1].
ورضاء بيت كان لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد هدمه بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المستوغر بن ربيعة بن سعد [2].
أما كعبة نجران فهي بيعة بنوها على بناء الكعبة، وعظموها مضاهاة لها، وسموها كعبة نجران، ويقول ابن الكلبي: إنها لم تكن بناء؛ وإنما كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب الحاجة قضيت حاجته أو المسترفد رفد. وكان فيها أساقفة معتمدون وهم الذين جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم للمباهلة[3].
وقد اجتمع لبيت مكة من بين هذه البيوت الحرام ما لم يجتمع لبيت آخر في أنحاء الجزيرة العربية؛ لأن مكة كانت ملتقى طرق القوافل بين الجنوب والشمال والشرق والغرب، وكان محطة لازمة لمن يحمل التجارة من الشمال إلى الجنوب. وكانت القبائل تلوذ منها بمثابة مطروقة تتردد عليها. وقد رغب القبائل فيها أن مكة لم تكن فيها سيادة قاهرة على تلك القبائل في باديتها أو رحلاتها؛ فليست في مكة دولة كدولة التبابعة في اليمن أو مملكة المناذرة في الحيرة أو الغساسنة في الشام، وليس من وراء أصحاب الرياسة فيها سلطان كسلطان دولة الروم أو الفرس أو الحبشة وراء الإمارات المتفرقة على الشواطئ أو بين بوادي الصحراء، فهي مثابة عبادة وتجارة، وليست حوزة ملك يستبد بها صاحب العرش ولا يبالي من عداه، فلم تكن قيصرية, ولا كسروية, ولا نجاشية، وإنما كانت مكة عربية لجميع العرب ولهذا تمت لها الخصائص التي كانت لازمة لمن يقصدونها ويجدون فيها من يبادلهم ويبادلونه على حكم المنفعة المشتركة لا على حكم القهر والإكراه.
والكعبة قديمة سابقة لأسفار العهد القديم في التوراة، وقد توارث العرب أن أول من رفع قواعدها هو إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- وتلهم الآية القرآنية:

[1] ياقوت 9/ 383- 384. الأغاني 3/ هـ ص172.
[2] نفسه 9/ 50.
[3] نفسه 9/ 50. ياقوت 19/ 268.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست