responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 138
اللات ومناة والعزى[1]، ولا شك أن قصة عمرو بن لحي الذي اتفقت الروايات على أنه نقل الأصنام من بلاد النبط إلى الكعبة إنما هي وسيلة من وسائلهم لتعظيم شأن الكعبة عند أهل الشمال، وإيناسهم بها كلما رحلوا إلى الحجاز، وتقريب ما بينهم وبين شعائر البيت الحرام.
ولما قدم قصي إلى مكة وجمع قريشًا ونازع بها خزاعة للاستيلاء على مكة، استعان بقضاعة، وهي إحدى القبائل التي كانت تقيم في بادية الشام، وتخضع للغساسنة الذين كانوا تحت النفوذ البيزنطي.
وحين ورثت بيزنطة سلطان الرومان في المشرق ورث معه البيزنطيون رغبة الرومان في الاستيلاء على طريق التجارة عبر الحجاز، إذ إن الطريق عبر العراق كان في يد خصومهم الفرس. وفي الوقت الذي حصلت فيه مكة على عهود من الحميريين والأحباش على غشيان بلادهم للمتاجرة في أرض الدولة البيزنطية2، ولكن البيزنطيين عملوا -من ناحية أخرى- على أن يضعوا أيديهم على الرأس الجنوبي لهذا الطريق والاتصال مباشرة بمنابع التجارة الشرقية، ولما لم يكن في الإمكان تسيير

[1] ابن الكلبي: الأصنام 28. الأزرقي: تاريخ مكة 1/ 68 وما بعدها. ابن هشام 1/ 62- 63 هامش الروض.
"كان الصنم مناة منصوبًا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة، وكان معظمًا خاصة عند الأوس والخزرج وكذلك كانت تعظمه القبائل الأخرى وفي جملتها قريش وهذيل وخزاعة وأزد شنوءة وسدنته المشهورة عند العرب وهو "آليلات" Alclat الإله الرئيس عند العرب في أيام المؤرخ هيرودوت, ويدل على ذلك أن عبادته كانت منتشرة عند العرب الشماليين وهو اللات في نصوص الحجر وصلخد وتدمر أي: في النصوص النبطية التي عثر عليها في هذه الجهات, وقد تسمى به "وهت اللات" ابن الزباء ملكة تدمر "انظر النقش المنقول بين صفحتي 92، 93 من الجزء الخامس- جواد علي" وقد عد النبط اللات أمًّا للآلهة والعزى صنم أنثى كذلك وهو أحدث عهدًا في نظر ابن الكلبي من اللات ومناة. وقد وضعت بوادٍ من نخلة الشامية يقال له حرض، وكانت قريش تتعبد للعزى وتخصها بالإعظام، وكان أهل الحيرة يتعبدون لها, ويعنون بالعزة كوكب الصباح, أما هبل فقد ذكر الرواة أنه كان أول صنم جاء به عمرو بن لحي من مؤاب من أعمال البلقاء أو من هيت بالعراق وقد ورد اسم هبل في الكتابات النبطية التي عثر عليها في الحجر" انظر: جواد على 5/ 89- 104.
2- الطبري 2/ 12.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست