3- وقد ورد عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمر موقوفا أن رجلا من ثقيف طلق نساءه، فقال له عمر: لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال[1].
وأخرجه أحمد أيضا عن ابن عمر وسمى الرجل "غيلان". وهذا سياقه عن عبد الله بن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اختر منهن أربعا، فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فقال: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك ولعلك أن لا تمكث إلاّ قليلاً، وايم الله لتراجعن نساءك ولترجعن في مالك أو لأورثهن منك، ولآمرن بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال[2].
وأخرجه ابن ماجة عن ابن عمر أيضا إلى قوله: "أربعا"3.
وأخرجه مالك عن الزهري بلاغا4.
وقال جرير[5] يهجو الفرزدق:
إذا مات الفرزدق فارجموه ... كما ترمون قبر أبي رغال6
هذه نبذة موجزة عن التعريف بقبيلة هوازن وفروعها المتعددة، التي من جملتها ثقيف على الراجح من أقوال العلماء، وأنه لا ينهض دليل على القول بأن ثقيفا من بقايا ثمود. [1] الترمذي: (السنن 2/299) ، كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة. [2] أحمد: (المسند 2/14) .
(سنن ابن ماجة 1/628) ، كتاب النكاح، باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة.
(الموطأ 2/586) ، كتاب الطلاق، باب جامع الطلاق. [5] هو أبو حزورة جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة التميمي الشاعر المشهور، كان من فحول شعراء الإسلام، وكانت بينه وبين الفرزدق مشادة ونقائض، وأجمعت العلماء أنه ليس في شعراء الإسلام مثل ثلاثة: جرير، والفرزدق، والأخطل.
مات جرير سنة (111) ، وأما الفرزدق فهو أبو فراس همام بن غالب التميمي الشاعر المشهور، مات سنة (110) .
(ابن خلكان: وفيات الأعين 1/321، 326، 6/86، 97) .
6 ابن منظور: لسان العرب 13/310.
وانظر: (معالم مكة التاريخية والأثرية لعاتق بن غيث البلادي ص116) .