هكذا ذكر أهل المغازي هذه الأعداد بدون إسناد، وقد ورد في الأحاديث الآتية:
106- ما رواه الطبري من مرسل عروة بن الزبير قال: "سار رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من فوره ذلك - يعني منصرفه من حنين - حتى نزل الطائف، فأقام نصف شهر يقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقاتلتهم ثقيف من وراء الحصن، ولم يخرج إليه في ذلك أحد منهم" الحديث.
وفيه: "ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحاصرهم إلا نصف شهر حتى نزل الجعرانة، ويزعمون أن ذلك السبي الذي أصاب يومئذ من هوازن كان عدته ستة آلاف من نسائهم وأبنائهم" الحديث[1].
107- وعنده أيضا قال: حدثنا ابن عبد الأعلى[2]، قال ثنا محمد[3] بن ثور عن معمر عن قتادة عن الزهري عن سعيد بن المسيب: "أنهم أصابوا يومئذ ستة آلف سبي، ثم جاء قومهم مسلمين بعد ذلك فقالوا: يا رسول الله أنت خير الناس وأبر الناس، وقد أخذت أبناءنا ونساءنا وأموالنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عندي من ترون، وإن خير القول أصدقه اختاروا إما ذراريكم ونساءكم، وإما أموالكم، قالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئا" الحديث[4].
ورواه عبد الرزاق وابن سعد كلاهما من طريق الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب به[5].
وأصل هذا الحديث في صحيح البخاري من حديث مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة "دون ذكر عدد السبي". [1] تاريخ الرسل والملوك 3/82 وتقدمت تراجم رجال السند في حديث (9) وهم من رجال الحسن. [2] هو محمد بن عبد الأعلى الصناعني، القيسى، أبو عبد الله البصري، ثقة من العاشرة (ت 245) / م قد ت س ق. (التقريب 2/182 وتهذيب التهذيب 9/289) . [3] محمد بن ثور الصنعاني، أبو عبد الله العابد، ثقة من اتاسعة (ت 190) تقريبا، د س. (التقريب 2/149 وتهذيب التهذيب 9/87) . وتقدمت تراجم بقية الرواية في حديث (32) و (36) و (48) (71) وهم ثقات. [4] الطبري: جامع البيان 10/102. [5] عبد الرزاق: المصنف 5/ 381 وابن سعد: الطبقات الكبرى 2/155.