الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، قال: فولى[1] عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فنكصنا[2] على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة[3]، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما فحادت[4] به فمال عن السرج فقلت له: "ارتفع رفعك الله" الحديث[5].
والحديث رواه البزار والطبراني والحاكم: كلهم من طريق عفان ابن مسلم به[6].
وأورده الهيثمي ثم قال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة7.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: الحارث وعبد الواحد ذوا مناكير، وهذا منها، ثم فيه إرسال".
والحديث أعله الذهبي بأنه من مناكير عبد الواحد[8] والحارث، وبالإرسال.
وعبد الواحد الذي يقول فيه الذهبي إنه صاحب مناكير، قد وثقه أئمة هذا الشأن حيث نقل توثيقه عن يحيى بن معين، وأبي زرعة[9]، وأبي حاتم[10]، وابن [1] وعند الطبراني والحاكم: "فولى عنه الناس وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار".
وعند البزار: "فتفرق الناس وبقيت في ثمانين". [2] فنكصنا: النكوص: الرجوع على وراء وهو القهقرى. (ابن الأثير: النهاية5/116) . وعند الطبراني: "فتنكصنا"، وعند الحاكم: "فكنا". [3] السكينة: الوقار والتاني في الحركة والسير، وقيل: السكون والرحمة، وقيل غير ذلك. (ابن الأثير: النهاية 2/385- 386) . [4] حاد عن شيء والطريق يحيد إذا عدل، إراد أن البغلة نفرت وتركت الجادة. (ابن الأثير: النهاية 1/466) . [5] أحمد: (المسند 1/453، وابن كثير: البداية والنهاية 4/332 وقال: "تفرد به أحمد") . [6] البزار: كما في (كشف الأستار 2/382) . و (الطبراني: المعجم الكبير 10/209، والحاكم: المستدرك 2/117. والبيهقي: دلائل النبوة 3/44- 45. والسيوطي: الدر المنثور 3/224) .
(مجمع الزوائد 6/180 وفي 10/403 قال: عن الحارث "وثق". [8] وقع في حاشية المستدرك "عبد الله" وهو خطأ. [9] هو: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ، أبو زرعة الرازي، إمام حافظ ثقة مشهور، من الحادية عشرة (ت 264) /م ت س ق. (التقريب 1/536، وتهذيب التهذيب 7/30) . [10] هو: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الحفاظ، من الحادية عشرة (ت 277) /د س. (التقريب2/143،وتهذيب التهذيب9/31) .