السلولي[1] أبو كبشة أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فأطنبوا[2] السير حتى كان عشية[3] فحضرت[4] صلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل[5] فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة[6] آبائهم بظعنهم[7] ونعمهم وشائهم، [1] السلولي - بفتح مهملة وتخفيف اللام - أبو كبشة الشامي، ثقة من الثانية /خ د ت س. (المصدر السابق 2/465) .
وقد وقع في التقريب من النسخة المصرية ذكر أبي كبشة السلولي من باب التمييز، والصواب ما أثبته كما في: (تهذيل الكمال9/68، وتهذيب التهذيب 12/210، والتقريب الطبعة الهندية ص423، والكاشف للذهبي3/370، والخلاصة للخزرجي 3/239) . [2] فأطنبوا في السير: أي بالغوا فيه وتبع بعض الإبل بعضا، يقال: أطنب في الكلام إذا بالغ فيه، وأطنبت الإبل إذا تبع بعضها بعضا في السير، وأطنب الريح إذا اشتدت في غبار.
(ابن منظور: لسان العرب 2/50، والفيومي: المصباح المنير 2/449، والفيروز آبادي: القاموس المحيط 1/98) . [3] عشية: بالنصب على أنه خبر كان، واسمها محذوف، أي كان الوقت عشية. [4] وعند الطبراني: وحضرت الصلاة.
وعند الحاكم والبيهقي: فحضرت الصلاة، وعند البيهقي أيضا في الدلائل: فحضرت صلاة الظهر. [5] قول: "رجل فارس"، أي راكب فرسا.
وقال ابن حجر في فتح الباري 8/27: وهذا الرجل قد ورد عند ابن إسحاق من حديث جابر بن عبد الله ما يدل على أنه عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي. وقد تقدم حديث جابر المشار إليه.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
ولفظه: "عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار إلى حنين لما فرغ من فتح مكة، جمع مالك بن عوف النصري من بني نصر وجشم، ومن سعد بن بكر، وأوزاع من بني هلال" الحديث. وفيه: "فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، فقال: اذهب فأدخل في القوم حتى تعلم لنا من علمهم، فدخل فمكث فيهم يوما أو يومين، ثم أقبل فأخبره الخبر". الحديث. تقدم برقم (23) . وصرح بهذا أيضا الحلبي في سيرته (3/63) . [6] وعند ابن أبي عاصم والطبراني والحاكم والبيهقي "على بكرة أبيهم".
قال ابن الأثير: هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفر العدد، وأنهم جاءوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء، فاستعيرت في هذاالموضع. (النهاية1/149،وابن منظور: لسان العرب5/147) . [7] الظعن: النساء، واحدتها ظعينة، وأصل الظعينة: الراحلة التي يرحل ويظعن عليها، أي يسار عليها. وقيل للمرأة ظعينة، لأنها تظعن مع الزوج إذا ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت، وقيل للظعينة: المرأة في الهودج، ثم قيل للهودج بلا امرأة، وللمرأة بلا هودج: ظعينة.
وجمع الظعينة: ظعن - بضم الظاء وسكون العين وتحريكها -، وظعائن، وأظعان.
والنعم: بفتح العين وقد تسكن: الإبل والبقر والغنم، والنعم: جمع لا واحد له من لفظه.
وشائهم: جمع شاة، والشاة الواحدة من الغنم، تقع على الذكر والأنثى، يقال لكل واحد شاة، وقيل: تكون الشاة من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش. (النهاية 3/157، ولسان العرب 16/64، 17/141، 404، والمصباح المنير 1/389، 2/456، والقاموس المحيط 4/182، 287، 245) .