من هوازن ثقيف كلها، واجتمعت نصر، وجشم كلها، وسعد بن بكر وناس من بني هلال وهم قليل، ولم يشهدها من قيس عيلان إلاّ هؤلاء، وغاب عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب، ولم يشهدها منهم أحد له اسم، وفي بني جشم دريد[1] بن الصمة شيخ كبير ليس فيه شيء إلا التيمن[2] برأيه ومعرفته الحرب، وكان شيخاً[3] مجرباً، وفي ثقيف سيدان لهم[4]، وفي الأحلاف[5] قارب[6] بن الأسود بن مسعود بن معتب، وفي بني مالك ذو الخمار[7] سبيع بن الحارث بن مالك، وأخوه أحمر بن الحارث، وجماع[8] أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري، فلما أجمع المسير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حط مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، فلما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس وفيهم دريد بن الصمة في شجار[9] له يقاد به، فلما نزل قال: بأي [1] دريد بن الصمة - واسم الصمة - معاوية بن بكر بن علقمة بن خزاعة بن غزية - بوزن عطية - ابن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، قتل كافرا في هذه الغزوة، وسيأتي الخلاف فيمن قتله في حديث (97) . (جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص270. والروض الأنف للسهيلي 7/200- 201) . [2] التيمن: التبرك. (النهاية لابن الأثير 5/302، والقاموس للفيروز آبادي 4/278) . [3] وعند الواقدي: ونصرها دريد بن الصمة في بني جشم وهو يومئذ ابن ستين ومائة سنة، شيخ كبير ليس فيه شيء إلا التيمن به ومعرفته بالحرب، وكان شيخا مجربا، وقد ذهب بصره يومئذ. (المغازي 3/886) . [4] وعند الطبري: "وعلى ثقيف: عبد ياليل" انظر ص186. [5] الأحلاف: هم أحد قبيلي ثقيف، فإن ثقيفا قسمان:
أحدهما: بنو مالك. والثاني: الأحلاف. (ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب 1/33، وأسد الغابة 4/375) . [6] هو ابن أخي عروة بن مسعود كانت معه راية الأحلاف في غزوة حنين، فلما انهزم المشركون أسند الراية إلى شجرة وهرب. قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو مليح بن عروة بن مسعود المدينة قبل وفد ثقيف حين قتلت ثقيف عروة بن مسعود، يريدان مفارقة ثقيف، وأن لا يجامعوهم على شيء أبدا، فأسلما فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ: توليا من شئتما، فقالا: نتولى الله ورسوله. (ابن الأثير: أسد الغابة 4/375- 376) . [7] ذو الخمار: بالخاء والميم قتل كافرا في هذه الغزوة. (سيرة ابن هشام 2/437 و450. والكلاعي: الاكتفاء 2/333) . ووهم المعلقون على سيرة ابن هشام فقالوا: اسمه عوف بن الربيع، وعوف ابن الربيع صحابي من أسد وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو: ذو الخيار - بالخاء والمثناة التحتانية -. (انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 4/310، وابن حجر: الإصابة 3/42) . [8] في (المصباح المنير 1/133) : وجماع الناس بالضم والتثقيل أخلاطهم، وكذا في (المعجم الوسيط 1/135) . [9] الشجار: هو مركب مكشوف دون الهودج، ويقال له: مشجر أيضا. (ابن الأثير: النهاية 2/446. والروض الأنف للسهيلي 7/201) .