فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال ولو قاتلناك لتعلمن أنا نحن الناس[1]. فأنزل الله عز وجل: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ … إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الْأَبْصَارِ} الآيتان[2]. وهكذا يظهر أن أول من نقض العهد من اليهود هم بنو قينقاع[3].
قال ابن هشام: "وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور[4] بن مخرمة عن أبي عون[5] قال كان من أمر بني فينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب[6] لها فباعته بسوق بني قنيقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت [1] تفسير ابن كثير 1/350، السيرة النبوية 2/47. [2] سورة آل عمران الآيتان 12، 13. [3] الطبقات الكبرى 2/29، فتح الباري 7/330. [4] عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة أبو محمد المدني المخرمي بسكون المعجمة وفتح الراء الخفيفة - ليس به باس - ت 170. روى له البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة. تهذيب التهذيب 5/171. [5] أبو عون هو: محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الثقفي الكوفي الأعور - ثقة - من الرابعة ت 116. روى له (خ م د ت س) . تهذيب التهذيب 9/322. [6] الجلب: بفتحتين فعل بمعنى مفعول وهو ما يجلبه الإنسان من بلد إلى بلد وذلك من التجارة. المصباح المنير 127.