أحب أن أقتلك" فحمي[1] عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره[2] وضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي -رضي الله عنه- وخرجت خيلهم منهزمةً حتى اقتحمت من الخندق هاربة.
قال ابن إسحاق: "وقال علي رضوان الله عليه في ذلك:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت رب محمد بصوابي
فصددت حين تركته متجدلاً ... كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقطر بزّني أثوابي3
لا تحسبن الله خاذل دينه ... ونبيه يا معشر الأحزاب4
قال ابن هشام: "وأكثر أهل الشعر يشك فيها لعلي بن أبي طالب"[5].
الآثار الدالة على ذلك:
قال الحاكم -رحمه الله-: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار[6] حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق[7] قال: "كان عمرو بن عبدود [1] فحمى: أشتد غضبه. [2] عقر البعير والفرس بالسيف (فانعقر) أي ضرب قوائمه. المختار الصحاح 445.
3 المقطر: هو الذي يلقي على قطره - وتقطر - تهيأ للقتال ورمي بنفسه من علو. وبزّني: سلبني ثيابي أو أي شيء كان معي. القاموس المحيط 2/119، 116.
4 هكذا جاء عند ابن إسحاق وفي الاكتفاء للكلاعي أبياتاً أخرى فراجعه 2/168. [5] السيرة النبوية 2/225. [6] هو العطاردي. [7] تقدم رجال السند.