المبحث الثاني: المبارزة
قال ابن إسحاق: "في سياق حديثه عن المناوشات التي حصلت بين الفريقين ثم تيمموا[1] مكاناً ضيقاً[2] فضربوا خيلهم فاقتحمت[3] منه فجالت بهم في السبخة[4] بين الخندق وسلع.
وخرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة[5] التي أقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان تعنق[6] نحوهم[7] وهنا أحس الفريقان بالخطر وكانت هي الشرارة الأولى [1] تيمموا: قصدوا. النهاية في غريب الحديث 5/300. [2] قال بعض المؤرخين -: "أن هذا المكان أغفله المسلمون ويمكن أن يقال أنه لصعوبة المكان وصلابته ولأن المنطقة كما هو معروف- أكثرها صخرية - كان هذا المكان ضيقاً والله أعلم". [3] اقتحمت: اقتحم في الأمر رمي بنفسه فيه من غير رويّة. مختار الصحاح 522. [4] السبخة بالتحريك واحدة السباخ وهي الأرض الملحة النازة. معجم البلدان 3/183. [5] الثغرة: الثلمة وهي موضع المخافة من أطراف البلاد. النهاية في غريب بالحديث 1/213. [6] العنق: بفتح العين والنون. نوع من سير الإبل والخيل وهو الوسط بين السريع والبطئ. [7] السيرة النبوية 2/224.