المبحث الثالث: القبائل التي أغراها اليهود على قتال المسلمين
إن القبائل التي قام اليهود بزيارتها وإغرائها على قتال المسلمين كانت من أشهر قبائل العرب وأقواها يتمثل ذلك في قريش وغطفان. أما غير هاتين القبيلتين فكان تابعاً لهما. لذلك قال ابن إسحاق: ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق أقبلت قريش[1] حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم[2] ومن تبعهم من [1] قريش: قبيلة عظيمة اختلف في أصل تسميتها ونسبتها فقالوا: قريش من القرش وهو الكسب والجمع، وقالوا: التقريش التفتيش فكان يقرش أي: فهر بن مالك عن خلة كل ذي خلة فيسدها بفضله فمن كان محتاجاً أغناه ومن كان عارياً كساه. وقيل: سموا بذلك لتجمعهم إلى الحرم إلى غير ذلك. القاموس المحيط 2/283، معجم قبائل العرب 3/947. [2] الأحابيش: بطن اختلف فيه فقال ابن قتيبة هم بنو المصطلق والحياء بن سعد بن عمرو وبنو الهون بن خزيمة. اجتمعوا بذنب حبشي - وحبشي بالضم جبل بأسفل مكة - فتحالفوا بالله أنا ليد على غيرنا ما سجاليل وأوضح نهار وما أرسى حبشي مكانه. وقال حماد الراوية إنما سموا بذلك لاجتماعهم والتحابش هو التجمع في كلام العرب. وقال الجوهري: "بطن من قريش ". وقال أبو الفداء: "هم من بطون كنانة بن خزيمة ثم قال وليسوا من الحبشة كما يتوهم بعضهم". القاموس المحيط 2/267، تاج العروس والمعارف 269، معجم قبائل العرب 1/5.