responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 296
المبحث الخامس: هل كتب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حقيقة؟:
جاء في حديث البراء رضي الله عنه عند البخاري: "فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب - وليس يحسن يكتب - فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله"[1].
فأخذ أبو الوليد الباجي بظاهر هذه الرواية، وقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب حقيقة"[2]، وقد أنكر عليه ذلك علماء عصره ورموه بالزندقة.
قال ابن حجر تعليقاً على الرواية السابقة: وقد تمسك بظاهر هذه الرواية أبو الوليد الباجي فادعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بيده بعد أن لم يكن يحسن يكتب، فشنع

[1] انظر حديث رقم (103) .
[2] حكاه القاضي عياض، وذكر أن الباجي ألف في ذلك رساله سماها تحقيق المذهب من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب. ترتيب المدارك 4/805.
ذلك سألهم "لم تفعلون هذا؟ "قالوا: نلتمس الطهور والبركة بذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة، ولا يؤذ جاره"، فإن صح[1] هذا الحديث فهو مشعر بأن الأولى تركه وأن يتحرى ما هو آكد[2] ا. هـ
وبهذا يتبين أن ما فعله الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم من التبرك لا يقاس عليه غيره فيه لما خصه الله سبحانه وتعالى به من أمور لا توجد في أحد غيره صلى الله عليه وسلم، ولأنه لو كان جائزاً مع غيره لسارع الصحابة رضوان الله عليهم - وهم أحرص الناس على الخير - إلى فعله مع أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، لكنه لم يحصل شيء من ذلك، بل أفاد حديث عبد الرحمن بن أبي قراد هذا: أن الأولى تركه حتى مع النبي صلى الله عليه وسلم والانصراف إلى ما هو أولى وأنفع، ولعل سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك يوم الحديبية ليرى عروة بن مسعود رسول قريش مدى تعلق الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وحبهم له لا سيما وقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك"[3].

[1] هذا الحديث قال عنه الألباني: "هو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمي الطبراني وغيرهما، وقد أشار المنذري في الترغيب 3/26 إلى تحسينه، وقد خرجته في الصحيحة برقم (2998)) ) ا. هـ التوسل: 147 حاشية (1) .
[2] الاعتصام 2/8 وما بعدها.
[3] انظر ص: 218.
اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست