اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد الجزء : 1 صفحة : 129
الهدي في قلائده[1] قد أكل أوتاره[2] من طول الحبس عن محله، فقالوا: اجلس إنما أنت أعرابي لا علم لك ... "[3].
ووردت قصته أيضاً في مرسل عروة بن الزبير من طريق الزهري: فبعد أن ذكر قصة عروة بن مسعود قال: "ودعوا رجلاً من بني الحارث بن عبد مناة[4] يقال له: الحليس فقالوا: انطلق فانظر ما قبل هذا الرجل وما يلقاك به؟ فخرج الحليس وهو من قوم يعظمون الهدي، فبعثوا الهدي في وجهه.
قال ابن شهاب: "فاختلف الحديث في الحليس: فمنهم من يقول: جاء فقال له مثل ما قال لبديل وعروة ومنهم من قال: لما رأى الهدي رجع إلى قريش فقال: لقد رأيت أمر لئن صددتموه إني لخائف عليكم أن يصيبكم عنت[5] فابصروا بصركم، فقالوا: اجلس"[6].
وجاء في حديث عروة أيضاَ من طريق ابن هشام ما نصه: بعد أن ذكر نزول الرسول صلى الله عليه وسلم الحديبية قال: "فلما سمعت به قريش أرسلوا إليه أخا بني حليس وهو من قوم يعظمون الهدي فقال: ابعثوا الهدي فلم يكلمهم كلمة، وانصرف من مكانه إلى قريش فقال: يا قوم القلائد والهدي والبدن فحذرهم وعظم عليهم فسبوه وتجهموه[7]، وقالوا: إنما أنت أعرابي جلف[8]، لا نعجب منك، ولكن نعجب من أنفسنا إذ أرسلناك"[9].
وقد روى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن الحليس قد غضب من فعل قريش وهددهم: [1] القلائج: جمع قلادة، وهي ما وضع في العنق، ترتيب القاموس 3/674. [2] أوتاره: جمع وتر - محركة - وهو: شرعة القوس ومعلقها. ترتيب القاموس 4/570. [3] مسند أحمد 4/324، وتقدم طرف من أوله برقم (36) وهناك تخريجه والكلام عليه. [4] الحارث بن عبد مناة هو: ابن كنانة، انظر جمهرة أنساب العرب: 188، وإذن فلا تنافي بين هذه الرواية والتي قبلها. [5] عنت: أي مشقة وهلاك. النهاية 3/306. [6] تقدم سنده برقم (33) . [7] تجهموه: استقبلوه بوجوه كريهة. ترتيب القاموس 1/549. [8] الجلف بالكسر، الرجل الجافي. ترتيب القاموس 1/517. [9] انظر سنده برقم (11) ص:
اسم الکتاب : مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة المؤلف : الحكمي، حافظ بن محمد الجزء : 1 صفحة : 129