اسم الکتاب : مرويات السيرة المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 63
يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [النحل:103] وقد بيّن الصحابي عبد الله بن مسلم الحضرمي أنه كان لهم صبيان عبدان يصقلان السيوف – يقرآن التوراة، هما يسار وخير، فمرّ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يقرآن كتاباً لهما. فقال المشركون: "إنما يتعلم منهما فأنزل الله هذه الآية".
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: أن الغلامين كانا يقرآن بالعبرانية، وكانا صبيين، وأن صاحبهما أسلم، فهل كان ليسلم لو علم أن غلاميه مصدر القرآن؟
3- أخبار زائفة:
من المعروف أن النقد الحديثي أثبت عدم صحة قصة الغرانيق التي تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم في أعقاب هجرة الحبشة الأولى صلّى في المسجد الحرام فقرأ: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى مع آيات من سورة النجم وأن المشركين لما سجد سجدوا معه لأنه أثنى على آلهتهم.
وقد بين فوك Fueck أن بعض المستشرقين صدق القصة وبعضهم كذبها حسب الهوى، وأما واط فزعم أن القصة صحيحة لأنها في غاية الغرابة!! تؤدي بعض الأخبار التي يرويها سيف بن عمر عن عصر السيرة النبوية إلى تشويه واضح لأحكام شرعية ولسلوك بعض الصحابة رضوان الله عليهم: فعندما يذكر سيف بن عمر بأن النبي صلى الله عليه وسلم عين معاذ بن جبل على اليمن في سنة 10هـ قبل حجة الوداع، وأنه أباح له أخذ الهدايا من الناس، ومن الواضح أن هذا مخالف لتعاليم النبي [1] صلى الله عليه وسلم. [1] ابن حجر، فتح الباري 13/167، أخرجه الترمذي من رواية قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول، وابن الأثير، أسد الغابة 4/372، وانظر: موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم 1/94، وعبد الحميد محمود طهماز، معاذ بن جبل، ص51. مع أن تحريم أخذ الولاة والمصدقين للهدايا واضح في الأحاديث الصحيحة ابن حجر، فتح الباري 13/167.
اسم الکتاب : مرويات السيرة المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 63