responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 289
الذين لم يعتادوا الخروج قبلا، ولعلّ ثقتهم بانتصار محمد عليه الصلاة والسلام أغرتهم بالذهاب معه ابتغاء الدنيا لا انتصارا لدين.
وانتهى المسلمون إلى ماء يسمى (المريسيع) اجتمع لديه بنو المصطلق، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يعرض الإسلام على القوم، فنادى عمر فيهم:
قولوا: لا إله إلا الله؛ تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم، فأبوا، وترامى الفريقان بالنبل.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته فحملوا عليهم حملة رجل واحد، فلم يفلت من المشركين أحد، إذ وقعوا جميعا أسرى بعد ما قتل منهم عشرة أشخاص، ولم يستشهد من المسلمين إلا رجل واحد قتل خطأ، وسقطت القبيلة بما تملك في أيدي المسلمين [1] .
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعامل المهزومين بالإحسان، فلما جاء الحارث قائد القبيلة المنكسرة يطلب ابنته التي وقعت في الأسر ردّها عليه، ثم خطبها منه، وتزوجها [2] ، فاستحيى الناس أن يسترقّوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلقوا من بأيديهم من الأسرى، فكانت جويرية بنت الحارث من أيمن الناس على أهلها، فقد أعتق في زواجها مئة أهل بيت من بني المصطلق!!.
على أنّ هذا النصر الميسّر شابه من أعمال المنافقين ما عكّر صفوه، وأنسى

[1] رواه بنحوه ابن جرير في تاريخه: 2/ 260- 262، من طريق ابن إسحاق بسنده مرسلا. وكذلك رواه ابن هشام في (السيرة) : 2/ 216- 218، وهذا الإسناد مع ضعفه ليس فيه أمر عمر بعرض الإسلام. وقد أشار الزرقاني على المواهب: 2/ 97 لضعف هذه الزيادة، وحق له ذلك، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم ما يقتضي ضعفها، فقال ابن القيم في (الزاد: 2/ 158) بعد ذكر نحو ما هنا من القتال: «هكذا قال عبد الرحمن بن خلف في سيرته وغيره، وهو وهم، فإنّه لم يكن بينهم قتال، وإنما أغار عليهم على الماء، فسبى ذراريهم وأموالهم كما في الصحيح: أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون ... وذكر الحديث» . راجع: فتح الباري: 7/ 346.
[2] هذا غير صحيح، وقد أشار لذلك ابن هشام في سيرته: 1/ 367، فإنه ذكر هذه الرواية بدون إسناد، وصدّرها بقوله: «ويقال» ، والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قضى عنها كتابتها وتزوجها دون أن يخطبها من أبيها فإنها كانت أسيرة كما رواه ابن إسحاق بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها؛ ومن طريقه أخرجه أحمد: 6/ 277؛ وابن هشام: 2/ 218- 219، 367، وفي حديثها قصة إطلاق الأسرى.
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست