responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 282
الضاغنين، وقد كان الناقمون والمتربّصون يصفون المسلمين بالغرور: إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) [الأنفال] ، غير أنّ هذه الكراهية اختفت أمدا بعد انتصار (بدر) بل لعلّ هذا النصر أغرى جمهورا من الضعاف والمترددين بالانضواء تحت علم الدّين الجديد. فلما تقلّبت الليالي بالمسلمين، ولحقتهم الهزائم، انفجر الحقد المكبوت، ونهض خصوم الإسلام يناوشونه في كل مكان.
وقد قلنا: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم أدرك هذه الحال بعد (أحد) فبذل جهده ليستعيد هيبة المسلمين، ويوطّد ما اضطرب من مكانتهم، ولذلك اشتدّ الصراع بين الجانبين: المشركون يظنّون الفرصة سانحة لإتباع (أحد) بمثلها أو أشدّ، والمسلمون يرون محوها إلى الأبد.
على أنّ الخسائر تلاحقت بالمسلمين في الرجيع وبئر معونة كما مر بك، ودخل الإيمان في محنة بعد أخرى، ومع هذه البأساء لم يفقد الرجال الواثقون صلتهم بربهم، واطمئنانهم إلى غدهم، وشرعوا يردّون الضربة بمثلها، فلمّا تحرّك اليهود في هذه الاونة العصيبة ليغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوان في إنزال العقوبة الرادعة بهم.

اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست