responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 210
أدنى من منزلتك، وإن لم أدخلها لم أرك أبدا، فنزل قوله تعالى:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (69) [النساء] [1] .
وفي الحديث: «المرء مع من أحبّ» [2] ، والمقصود حبّ الأسوة لا حبّ الهوس، فإنّ الرجل إذا أحبّ من هو مثله أو أعلى منه، فأساس هذا الحب تفتّح قلبه لخلال النبل التي خصوا بها، وعظمة المواهب التي ميزهم بها القدر.
واثار الشجاعة والكرم لا يرحّب بها الجبان الشحيح، إنما يحييها في أصحابها من أوتي حظّا منها، وهو بسبيله إلى استكمال ما فاته من تمامها.
فمن نعمة الله أن يلحق بالعظماء من يعشق فيهم جمال العظمة، ولذلك قال بعد الاية السابقة: ... ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً (70) [النساء] .
والحقّ أنّ التابع المحبّ شخص فاضل.
ففي الدنيا كثير من الأخسّاء الذين إن علوا حقّروا من دونهم، وإن دنوا كرهوا من فوقهم! فما تدري متى تخلو نفوسهم من أحاسيس البغضاء والضّعة؟.
أمّا عشاق المبادئ المجرّدة، فما إن يجدوا رجلها المنشود حتى يحيطوا به، وتلمع عيونهم حبّا له، أي حبّا للمبادئ التي حييت فيه وانتصرت به.
وما كان ربك ليضيّع هذا اليقين ولا أصحابه الأبرار.
عن أنس قال: لمّا كان اليوم الذي دخل النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه المدينة أضاء منها كلّ شيء. فلمّا كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كلّ شيء، وما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا [3] .

[1] رواه الواحدي في (أسباب النزول) ، ص 122، تعليقا عن الكلبيّ، وقال: معضل ... فذكره، وهذا مع إعضاله فإنّ الكلبيّ كذّاب، لكن أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير) ، ص 12، ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية) : 7/ 325؛ وعنه الواحدي، ص 123؛ وابن مردويه والمقدسي في (صفة الجنة) من حديث عائشة مختصرا ليس فيه قوله: «ما غير لونك» وقال المقدسي: «لا أرى بإسناده بأسا» ، وله شاهد من حديث ابن عبّاس، واخر من مرسل سعيد بن جبير وغيره أوردها الحافظ ابن كثير في البداية: 1/ 552- 553.
[2] حديث صحيح، أخرجه البخاري: 10/ 459- 462؛ ومسلم: 8/ 42، من حديث أنس وابن مسعود وأبي موسى. وهو حديث متواتر كما قال ابن كثير وغيره.
[3] حديث صحيح، أخرجه الترمذي: 4/ 495؛ والحاكم: 3/ 57؛ وأحمد: 2/ 221، -
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست