responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 111
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33) [المطففين] .
وانقلبت هذه الحرب إلى تنكيل وسفك دم بالنسبة إلى المستضعفين من المؤمنين، فمن ليست له عصبية تدفع عنه لا يعصمه من الهوان والقتل شيء، بل يحبس على الالام حتى يكفر أو يموت أو يسقط إعياء.

عمار بن ياسر رضي الله عنه:
من هؤلاء عمار بن ياسر، وهو من السابقين الأولين في الإسلام، وكان مولى لبني مخزوم، أسلم وأبوه وأمه، فكان المشركون يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء، فيعذبونهم بحرّها، ومرّ بهم النبيّ عليه الصلاة والسلام وهم يعذّبون فقال: «صبرا ال ياسر، فإن موعدكم الجنة» [1] ، فمات ياسر في العذاب، وأغلظت امرأته (سميّة) القول لأبي جهل فطعنها في قبلها بحربة في يديه، فماتت؛ وهي أول شهيدة في الإسلام، وشدّدوا العذاب على عمار بالحرّ تارة، وبوضع الصخر على صدره أخرى، وبالتغريق أخرى، وقالوا: لا نتركك حتى تسبّ محمدا، أو تقول في اللات والعزّى خيرا، ففعل، فتركوه، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم يبكي فقال: «ما وراءك؟» قال: شرّ يا رسول الله! كان الأمر كذا وكذا!! قال:
«فكيف تجد قلبك؟» قال: أجده مطمئنا بالإيمان. فقال: «يا عمار إن عادوا فعد» . فأنزل الله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل:
106] [2] ، وقد حضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[1] حديث حسن صحيح، رواه ابن إسحاق في السيرة: 1/ 203، بلاغا، ووصله الحاكم: 3/ 388- 389؛ والطبراني في الأوسط، كما في (المجمع) : 9/ 293، عن جابر بن عبد الله، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد والحاكم كما في (الإصابة) من طريق عقيل، عن الزهري، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه. وهذا سند صحيح من مراسيل الصحابة، وهي مقبولة عند العلماء؛ وأخرجه أحمد، رقم (439) ؛ وأبو نعيم في الحلية: 1/ 140، عن عثمان بن عفان، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع كما قال الحافظ. فهذه طرق تشهد لصحة الحديث.
[2] في ثبوت هذا السياق نظر، وعلته الإرسال، أخرجه ابن جرير في تفسيره: 12/ 113؛ وأبو نعيم: 9/ 140؛ وأبو بكر الجصاص في أحكام القران: 3/ 236، عن طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال: أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى سبّ-
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست