اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 494
والشرف، والجاه، والمال، التي كانت تعدّ شروطاً أساسية لا يمكن إغفال شيءٍ منها فيمن يُراد توليته، أصبح بدلاً عنها في الإسلام التقوى، وحُبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، والكفاءة القيادية، والنّجابة، والحِنْكة القتالية.
ثالثاً: الأدب الجمّ العظيم الذي كان يتمتّع به أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحُسن انقيادهم له، وطاعتهم وتوقيرهم لأمره حتّى بعد وفاته. قال الحلبي: "كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حتّى بعد أن ولي الخلافة إذا رأى أُسامة رضي الله عنه قال: السلام عليك أيُّها الأمير. فيقول أُسامة: غفر الله لك يا أمير المؤمنين. تقول لي هذا؟ فيقول: لا أزال أدعوك ما عشت الأمير. مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت عليّ أمير"[1].
كلّ تلك الأمور السابقة كانت عواملَ إيجابيةً وبنّاءةً في تحقيق ذلك النجاح العظيم، وتلك النتائج الإيجابية الرائعة التي حقّقتها تلك السرية، يقول الحلبي: "وكان في خروج هذا الجيش نعمة عظيمة، فإنّه كان سبباً لعدم ارتداد كثير من طوائف العرب أرادوا ذلك"[2].
قال أبو هريرة رضي الله عنه في سياق حديثه عن البَعْث وذلك تقرير لهذه الحقيقة: "فجعل لا يمرّ بقبيل[3] يريدون الارتداد إلاّ قالوا: لولا أنّ لهؤلاء [1] السيرة الحلبية 3/231. [2] المصدر السّابق. [3] قبيل: تصغير قبيلة.
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 494