responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : السيد الجميلى    الجزء : 1  صفحة : 56
لقد انهزم المشركون أول النهار، فصرخ فيهم إبليس! أى عباد الله، أخزاكم الله، فارجعوا من الهزيمة فاجتلدوا.
كان حذيفة [1] رضي الله عنه وأبوه في هذه الموقعة، فلما رأى المسلمين يريدون قتله، وهم يظنون أنه من المشركين، فقال حذيفة: أي عباد الله! أبي، فلم يفهموا قوله، حتى قتلوه، فقال: يغفر الله لكم، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه، فقال: قد تصدقت بديته على المسلمين، فزاد ذلك حذيفة خيرا عند النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال زيد بن ثابت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع، فقال لي:: «إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو باخر رمق، وفيه سبعون ضربة، ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم. فقلت: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ فقال: وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قل له: يا رسول الله، أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار:
لاعذر لكم عند الله، إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيكم عين تطرق، وفاضت نفسه من وقته [2] .
مرّ رجل من المهاجرين برجل من الأنصار يتشحط في دمه، وهو ينوء ويكبو وجراحه تثعب دما، فقال: يا فلان، أشعرت أن محمدا قد قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد قد قتل، فقد بلّغ، فقاتلوا عن دينكم، فنزل قوله تعالى:
وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [3] .

[1] - راجع ترجمة حذيفة بن اليمان- رضى الله عنه- في: - تهذيب ابن عساكر (4/ 93) وصفة الصفوة لابن الجوزي (1/ 249) وتاريخ الإسلام (2/ 152) «وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم» السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار وللسيد الجميلي ص 237 وما بعدها.
[2] - زاد المعاد لابن قيم الجوزية (3/ 207) .
[3] - آل عمران (3/ 144) .
اسم الکتاب : غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : السيد الجميلى    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست