اسم الکتاب : غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : السيد الجميلى الجزء : 1 صفحة : 54
قال ابن عباس- رضي الله عنهما- ما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في موطن نصره يوم أحد، فأنكر ذلك عليه، فقال: بيني وبين من ينكر كتاب الله، إن الله يقول:
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [1] .
ولقد أنزل الله تعالى عليهم النعاس أمنة منه في غزوة بدر وأحد، والنعاس في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن، وهو من الله، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان.
ثم إنه ثبت تدخل الملائكة وقتالهم مع المسلمين في غزوة أحد فورد في الحديث الصحيح المتفق عليه عند البخاري ومسلم [2] عن سعد بن أبي وقاص قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهم ثياب بيض، كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد» .
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رهقوه، قال: «من يردهم عنا، وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه، فقال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنصفنا أصحابنا» [3] . [1] - آل عمران (3/ 152) تحسونهم: تستأصلونهم بالقتل، يقال: سنة حسوس: إذا أتت على كل شيء. وجراد محسوس إذا قتله البرد. راجع المعنى تفصيلا في لسانه العرب (7/ 352) وفي الحديث أنه- صلى الله عليه وسلم أتى بجراد محسوس» . راجع أيضا تفسير الطبرى (7/ 279) وقال ابن عباس: الحس القتل. [2] - النجاري (7/ 277) ومسلم (2306) . [3] - مسلم في صحيحه (1789) وهذا الحديث مروي فيه (أصحابنا) على وجهين أولا: النصب على المفعولية،. مع سكون الفاء ثانيا: رفع أصحابنا على الفاعلية مع فتح الفاء. ووجه النصب أن يؤدي معنى: «ما أنصفت قريش الأنصار» . أما وجه الرفع فالمراد بالأصحاب الذين فروا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفرد في النفر القليل السبعة الذين قتلوا، وكلاهما تأويل معقول مقبول.
اسم الکتاب : غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : السيد الجميلى الجزء : 1 صفحة : 54