رجل من القوم فشرب منه ثم أخذه عبد الله بن جحش فعب[1]فيه فقال له رجل بعض شرابك أتدري أين تغدو قال نعم ألقى الله وأنا ريان أحب إلي من أن ألقاه وأنا ظمآن اللهم إني أسألك أن أستشهد وأن يمثل بي فتقول فيم صنع بك هذا فأقول فيك وفي رسولك[2].
وقد دعا عبد الله بن جحش رضي الله عنه يوم أحد أن يرزقه الله الشهادة؛ فاستجيب له[3] جاء في بعض الروايات: أن عبد الله بن جحش قال لسعد بن أبي وقاص يوم أحد: ألا تأتي فندعوا؟ قال سعد: فخلونا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقينا القوم[4] غدا فلَقِّني رجلا شديدا حرده[5] أقاتله فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه. قال: فأَمَّنَ عبد الله بن جحش، ثم قال عبد الله: اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده أقاتله فيك حتى يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت هذا فيك وفي رسولك فتقول صدقت. قال سعد: فكانت دعوة عبد الله خيرا من دعوتي فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط[6].
وفي رواية أنه قال في دعائه إذ ذاك: اللهم إذا لاقوا هؤلاء غدا فإني أقسم عليك لما يقتلوني ويبقروا بطني ويجدعوني فإذا قلت لي لم فعل بك هذا فأقول [1] العَبُّ: الشرب بلا تنفس (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 3/168) . [2] ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/91. [3] ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 5/22، وابن حجر، الإصابة: 2/287. [4] في مطبوعة الإصابة: (اليوم) وهو تصحيف ظاهر. [5] الحرد: القصد والمنع (الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ص353) والمقصود لقني رجلا قويا خبيرا بفنون القتال وقصد عدوه ومنع نفسه منه، ليكون قتاله أعظم للأجر وأبلغ. [6] ابن حجر، الإصابة: 2/287، وذكر أن ابن شاهين أخرج نحوه، وكذا ابن المبارك في: (الجهاد) مرسلا.