عاش رضي الله عنه دون الستين [1] ودفن هو وعبد الله بن جحش في قبر واحد[2].
ورُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسله قال: لولا أن تجد صفية لتركت دفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع، وكان قد مثل به يومئذ فقد بقرت[3]هند بنت عتبة عن بطن حمزة رضي الله عنه فأخرجت كبده وجعلت تلوك[4]كبده ثم لفظتها فقال النبي صلى الله عليه وسله "لو دخل بطنها لم تدخل النار"، فلم يمثل بأحد ما مثل بحمزة، قطعت هند كبده وجدعت أنفه وقطعت أذنيه، وبقرت بطنه[5].
وعلّق ابن عبد البر رواية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسله وقف على حمزة حين استشهد" فبكى ولما رأى ما مُثِّل به: شهق، فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات" [6].
ورثاه: كعب بن مالك - وقيل: عبد الله بن رواحة -بأبيات منها:
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول [1] ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/273، وابن حجر، الإصابة 1/354. [2] ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/273، وابن الأثير، أسد الغابة: 1/531. [3] البَقْرُ: الفتح، والكشف (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 1/145) . [4] الَّلوكُ: أهون المضغ، أو مضغ صلب، أو علك الشيء (الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ص 1230) . [5] ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/274، وابن الأثير، أسد الغابة: 1/530. [6] ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/275.