responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 420
ولكنه صلى الله عليه وسلم ما ترك الكلام مع عائشة بالكلية، فكان يسلم، ويقول: كيف تيكم أي: كيف حالكم، وهذا من عدله وتوسطه صلى الله عليه وسلم حيث لا يستطيع أن يتبسط في الكلام بعد الذي سمع وهو بشر يتغير قلبه ويتأثر، ولا يستطيع أيضا أن يقاطع عائشة رضي الله عنها؛ لأنه لم يعلم صدق ما يقولون.

الدرس الخامس عشر: المؤمن يبتلى بالأمراض
، كما حدث لعائشة رضي الله عنها بل يبتلى بالهموم والغموم، كما ابتلي النبي صلى الله عليه وسلم وأهله في هذه القصة، وهذا يجري على الصالح والطالح، وقد يرفع المرض بالدعاء وبغير دعاء، وقد يستمر المرض مع الدعاء والاحتساب أياما طويلة بل سنوات مديدة، وهذا كله لا يدل على رضى الله عن العبد أو سخطه عليه، فزوال المرض بعد مدة يسيرة لا يدل على أن الله يحب هذا العبد، وبقاء المرض فترة طويلة لا يدل على عدم رضى الله عنه، فكل تلك الأحوال غيبيات، لا يعلمها إلا الله، وليس عندنا فيها برهان من الكتاب أو السنة، فلا نحكم بغير علم، ويجب علينا ألانتكلف في كل واقعة مثل مرض أو فقر أو غنى، فنسأل: هل ربنا راض عن فلان أم لا؟ أعطاه لأنه يحبه أم لأنه يبغضه؟ وهل شفاه لأنه استجاب دعاءه؟ أم تأخر الشفاء لأنه ما دعا الله مخلصا، هذا كله ليس من السّنة في شيء، ولم يتكلم به الصحابة ولم يتكلفوه، ألم تر إلى النبي كم توجع في مرض الموت أياما عديدة حتى إنه يريد الصلاة، فيغشى عليه عدة مرات، ألم تر أنه كان يتوجع توجع رجلين، ألم تر إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، السلالة الشريفة الطاهرة، بكى وحزن سنوات طويلة حتى ذهب بصره، ألم يكن في تلك الفترة راضيا محتسبا صابرا، لماذا لم يرفع الله عنه مع أول دعاء له، وكلنا يعرف قصة أيوب عليه الصلاة والسلام، كيف مرض وزاد عليه البلاء، والأمثلة كثيرة، فكل ما يحدث للعبد وينزل به لا يدل على الرضى من الرب- تبارك وتعالى- أو السخط، وكذا في كل الأمور والأقضية، فما الذي يدلنا إذن على رضى الله عنا؟ أقول: إن شيئا واحدا هو الذي يدلنا على ذلك، وهو أن يشعر العبد بتقوى الله في قلبه في السر والعلن، هو أن يرضى ويسلم لقضاء الله وقدره، هو أن يحرص على اتباع كل ما جاء به القرآن والسنة الصحيحة، وإذا أساء أو تكاسل أو فرط- وكل ذلك حادث منا- استغفر وتاب وأناب إلى الله وشعر بعظم الذنب لعظم من أذنب في حقه، هذا الذي يبشر العبد برحمة الله ورضاه، أما غير ذلك فلا، إذا أردت أن تعرف منزلتك عند ربك فانظر إلى منزلة ربك في قلبك، إذا أردت أن تعلم هل الله- عز وجل-

اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست