responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 410
وأمراض، فلعل الله- عز وجل- يريد أن يرفع درجته في الآخرة، وقد بينت ذلك في أكثر من موضع.

الفائدة الثانية:
ما يجب أن يكون عليه المسلم من حسن الظن بالله عند الموت، وأن يغلّب الرجاء على الخوف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» ، وعلى المسلم أن يتذكر في ذلك الوقت، ما ورد عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: أنا عند ظنّ عبدي بي» [1] .

الفائدة الثّالثة:
تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة رضي الله عنهم حيث قالت فاطمة عليها السلام لأنس رضي الله عنه: (يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب) ، فبرغم أن هذا الأمر ضروري، بل هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند الدفن، إلا أنها استعظمت أن يقوم الصحابة بفعل يخالف في ظاهره المحبة والتعظيم، الذي ينبغي أن يسلكه كل أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ومماته، وقد تكون استعظمت أيضا، أن قيام الصحابة بإحثاء التراب، هو إعلان أن هذا آخر عهدهم في الدنيا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا تدبرت أخي القارئ، حال الصحابة مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عرفت أوجه تقصيرنا معه، سواء في الحب أو التعظيم أو الشوق إليه. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

الفائدة الرّابعة:
جواز نعي الميت بما هو أهله، وليس هذا من النياحة، لقول فاطمة، رضي الله عنها: (يا أبتاه أجاب ربّا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه) .
ولكن ينبغي على المسلم، ألايذكر في نعيه لميت، أنه في جنة الفردوس، أو أنه مغفور له، أو يشهد أن الله قد أكرمه، لما ورد أن امرأة من الأنصار قالت تنعي عثمان بن مظعون: (رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك، لقد أكرمك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يدريك أن الله قد أكرمه؟» فقالت المرأة: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري، وأنا رسول الله ما يفعل بي» ، فقالت المرأة: فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدا) [2] ، وهذا القول من الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه قبل أن يوحى إليه أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

[1] البخاري، كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ، برقم (7505) . مسلم، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: الحث على ذكر الله تعالى، برقم (2675) .
[2] البخاري، كتاب: الجنائز، باب: الدخول على الميت ... ، برقم (1243) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 410
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست