responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 362
تضجّر وهو الرسول المصطفى والنبي المجتبى، وهو الذي يتلقى وحي السماء في أي ساعة من ليل أو نهار.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التعليق على هذا الحديث كلاما يشرح الصدر ويثلج النفس، بين به غاية البيان ما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع وخفض الجناح لكل أفراد هذه الأمة، قال رحمه الله ما نصه: (والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد. وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أيّ أمة كانت، وبقوله: حيث شاءت، أي من الأمكنة، والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة، وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم) [1] .

المثال الثاني:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع. فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمّد أتانا رسولك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ الله أرسلك. قال:
«صدق» ، قال: فمن خلق السّماء؟ قال: «الله» . قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله» .
قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: «الله» . قال: فبالّذي خلق السّماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال: «صدق» . قال: فبالّذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا زكاة في أموالنا. قال: «صدق» . قال:
فبالّذي أرسلك. آلله أمرك بهذا؟ قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال: «صدق» . قال: فبالّذي أرسلك. آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم.
قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا: قال: «صدق» . قال: ثمّ ولىّ. قال: والّذي بعثك بالحقّ لا أزيد عليهنّ، ولا أنقص منهنّ. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لئن صدق ليدخلنّ الجنّة» [2] .

الشّاهد في الحديث:
أبلغ شاهد في الحديث على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: هو أن ضماما رضي الله عنه لما دخل عليه وهو متكئ بين أصحابه لم يعرفه حتى اضطر للسؤال عنه، بقوله: (أيكم محمد؟) فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص نفسه بمكان معين في المجلس، أو بزيّ

[1] انظر فتح الباري (10/ 490) .
[2] مسلم، كتاب: الإيمان، باب: السؤال عن أركان الإسلام، برقم (12) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست