اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 357
فرآها عليه رجل من الصّحابة، فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال:
«نعم» . فلمّا قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه قالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعليّ أكفّن فيها) [1] .
الشّاهد في الحديث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم مع حاجته إلى البردة، كساها لأحد أصحابه بمجرد أن سأله إياها.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
في الشمائل النبوية:
1- تقشفه صلى الله عليه وسلم مع ما فتح الله عليه من بلاد، ومع ما كان يأتيه من غنائم وأموال كثيرة، حتى إنه يحتاج إلى بردة، تهديها له امرأة، تكون له إزارا، يقول الراوي واصفا حال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها) ، ومما يوضح شدة احتياجه إليها، قول الراوي:
(فخرج إلينا وإنها إزاره) ، أي أنه لبسها في نفس المجلس.
2- تواضعه صلى الله عليه وسلم ويتجلى ذلك في قبوله الهدية من امرأة، وإظهاره الاحتياج إليها، وارتدائها في نفس المجلس.
3- إيثاره أصحابه على نفسه، وأن تلك كانت عادته، لقول الراوي: (ثم سألته وعلمت أنه لا يرد) ، أي أن عدم رد السائل كان مسلكه دائما صلى الله عليه وسلم، وتدبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خلعها للسائل بعد أن لبسها.
4- رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم بالسائل فيعطيه ولو كان صلى الله عليه وسلم في حاجة لما يعطيه.
5- زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا وعدم خشيته الفقر، ورجاء ما عند الله، وحسن الظن به- سبحانه وتعالى- ومن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدريّ رضي الله عنه: (أنّ ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثمّ سألوه، فأعطاهم، ثمّ سألوه، فأعطاهم حتّى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عنكم» [2] .
كما يتفرع عليه، أن من السّنة، أن يعطي المسلم ويبذل ما عنده، ولو كان فقيرا، لقوله [1] البخاري، كتاب: الأدب، باب: حسن الخلق والسخاء ... ، برقم (6036) . [2] البخاري، كتاب: الرقاق، باب: الصبر عن محارم الله ... ، برقم (6470) ، مسلم، كتاب: الزكاة، باب: فضل التعفف والصبر، برقم (1053) .
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 357