responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 343
على أن تغير وجوههم لهم قبل التوبة، إنما كان لله- عز وجل- ولم يكن لشيء في قلوبهم، كحسدهم على بقائهم في المدينة، أو لأنهم لم يعانوا مما عانى منه بقية الصحابة، من مكابدة الحر، ومشقة السفر، ويجب علينا جميعا أن نتنبه لذلك، وأن نتأكد من أنفسنا لماذا نبغض فلانا؟ هل هذا البغض لمعصيته؟، أم أنها كانت فرصة لإخراج ما في القلب من الغل والحسد؟.
وإذا سأل سائل: كيف أتأكد أني أبغض فلانا لله، وليس لحقد في قلبي؟
أقول له: إذا بذلت ما في وسعك لنصحه، وحزنت لحاله، ودعوت الله له في ظهر الغيب أن يهديه ويتوب عليه، ولم تفضحه بين الناس، بأن تقول- مثلا- لكل من تراه:
هدى الله فلانا فإنه على خطر، تريد فقط أن تشنع به، إذا فعلت ما ذكر، فيرجى لك أن يكون غضبك لله.

الفائدة الحادية عشرة:
تعظيم الصحابة لما ينزل من عند الله، ثم ما يكون من عند النبي، علمنا ذلك من قول كعب- لما بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة-: (أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا، بل من عند الله» ، فسؤال كعب عن مصدر التوبة- وهو في تلك الحالة- يدل على أنها تختلف عنده، كونها من عند الله أم من عند رسول الله، ولذلك أجابه رسول الله، ليجعل فرحه أكبر وأكبر، قال: «بل من عند الله» ولو كان الأمر لا يختلف في الشرع، لقال النبي صلى الله عليه وسلم موجها ومعلما له: (من عند الله مثل من عند رسول الله) ، أو قال له: (الأمر سواء) ، وهذا الذي جعل عائشة رضي الله عنها تستعظم أن تنزل براءتها بقرآن من عند الله، ولكن يجب التنبيه إلى أن الصحابة مع تعظيمهم لما ينزل من عند الله، ما كانوا يفرقون بين أمر الله وأمر الرسول، في الأمر والنهي، وكل أمور الشرع لأن طاعتهم لرسول الله إنما هي بأمر الله- عز وجل- ووحيه، قال تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النور: 54] ، وقال- سبحانه وتعالى-: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر: 7] .

الفائدة الثّانية عشرة:
من الحكمة أن يتعلم المسلم، ويأخذ العبر والدروس من كل محنة تصيبه، أو نازلة تحيط به، حتى لا يخرج من المحن والابتلاآت صفر اليدين، لم يتعلم شيئا، فهذا كعب لما رأى أن الصدق قد نجاه وصاحبيه، وأن الكذب قد أهلك من عداهم، بل نزل فيهم قرآن يفضحهم، أقول: لما رأى ذلك عزم ألايكذب طيلة حياته، وجعل صدقه داخلا في توبته، قال كعب: (إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي ألاأحدث إلا

اسم الکتاب : شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : زواوى، أحمد بن عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست